في إطار الإهتمام العالمي والمحلى بضرورة تحقيق التوازن البيئي في تخطيط المدن التاريخية للحفاظ على هويتها العمرانية، فقد تبنت المملكة السعودية إستراتيجيات تشجع على تأصيل هذه المفاهيم ضمن مدنها المختلفة. ويناقش البحث إشكالية النمو الطبيعي المتسارع في المدن التاريخية، مما قد يفقدها طابعها وهويتها المحلية. ومن أهم مظاهر هذه الإشكالية هو التشابه بين المخططات العمرانية الجديدة في العديد من المناطق على الرغم من تباين خصائصها المكانية وأهدافها العمرانية وأبعادها التراثية. وتم اختيار مدينة حائل شمال المملكة السعودية نظرا لموقعها المتميز، وخصائصها الطبيعية والعمرانية المتفردة، وهذه المقومات التراثية والطبيعية تشكل العمران بالمدينة وتعكس أسس التطوير العمراني الذي يتوافق مع هذه المعطيات. وتتعاظم اهمية البحث في التزامن مع الخطط التطويرية الحالية بشمال المدينة وجنوبها ومنظومة الحركة بها.
يركز البحث على صياغة "خطوات منهجية لتحقيق الهوية في ضوء الخصوصية المحلية والإقليمية للمدن" ويعتمد البحث في ذلك على "المنهج الاستقرائي" للمداخل المتبعة في التخطيط العمراني، والمنهج "الوصفي والتحليلي" لدراسة الحالة الدراسية. وتتمثل أهم النتائج المستهدفة من البحث في: تشخيص الحالة الراهنة لمدينة حائل وهويتها العمرانية، ومن ثم التأكيد على الأطر التطويرية التي تحدد الجوانب الكيفية لتأصيل الهوية المحلية بالمدن، وذلك في ضوء تأصيل دور المدن التاريخية والحفاظ عليها بوصفها منطلقا لعمران مستقبلي ينبع من الثوابت الأصيلة للمملكة العربية السعودية ويحقق أهدافها الوطنية.
|