تتسم مدينة الرياض بخصائص مكانية وطبيعية خاصة، نظراً للإجهاد الحراري الواقع على كتلتها العمرانية خلال الفترات الحارة، وتعرضها لبعض المخاطر الطبيعية، وتحتاج هذه المؤثرات البيئية إلى استقراء كافي لضمان توافقها الإيجابي خلال منظومة التنمية. ونستطيع أن نلمس حجم المشكلة البحثية ومظاهرها من خلال التشابه والتكرار في تخطيط أحياء مدينة الرياض مع مناطق عديدة بالمملكة، علي الرغم من التباين في خصائصها الطبيعية ومحدداتها المكانية وأهدافها العمرانية.
- وفي هذا الإطار يناقش البحث كيفية توافق الأنماط العمرانية بالأحياء السكنية الحديثة بمدينة الرياض، وذلك انطلاقا من تنامي اهتمام المملكة السعودية بالتنمية العمرانية المستدامة بمناطقها المختلفة من منظور يعمل على تحقيق التوازن الايجابي بين البيئة الطبيعية والمشيدة. ويعد البحث بمثابة المراجعة البيئية للمخططات العمرانية التي أعدت للأحياء السكنية الحديثة، طبقا للمخطط الهيكلي لمدينة الرياض حتى عام (1442هـ). وتتضمن مراحل وأنشطة البحث "دراسات نظرية" تناقش المداخل الفكرية البيئية وعرض لبعض التجارب العمرانية التي استهدفت أحياء سكنية متوافقة مع المنطقة العربية، ومن ثم استخلاص الأسس والمعايير التي يستخدمها البحث في التقييم البيئي للحالات الدراسية.
- وتتضمن "دراسات البحث التطبيقية" المسوحات الميدانية والمخططات العمرانية الجديدة لاستقراء الواقع البيئي لأحياء مختارة في مدينة الرياض، هي (الورود، الملك فيصل، الإسكان) وتعبر عن الأنماط السائدة بالامتدادات العمرانية الحديثة في مناطق الشمال والشرق والجنوب على التوالي، وبتقييم الأداء البيئي لهذه الأحياء يمكن التوصل إلي الجوانب الايجابية لتعزيزها وتلك السلبية لمعالجتها، وصياغة المعايير الإرشادية والضوابط العمرانية البيئية التي تساهم عملياً في تحقيق أهداف الاستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة العربية السعودية.
|