فى ظل التوجه العالمي المُتمثل في استخدام نظام جديد للاتصال العلمي عبر الوصول الحر، والذي يُعد بديلاً للنموذج التقليدي للنشر العلمي، تم إطلاق بوابة لنشر الدوريات العلمية المصرية على بنك المعرفة المصري منذ فترة قريبة لجميع مخرجات الأبحاث العلمية بالتعاون بين أكاديمية البحث العلمي وبنك المعرفة المصري بما يعزز من إستراتيجية الدولة في تدعيم البحث العلمي وإنشاء دار نشر للدوريات البحثية المحلية لإتاحتها علي الإنترنت طبقاً للمعايير الدولية عبر الوصول الحر؛ بما يُعرف بمبادرة النشر العلمي الحر للدوريات المصرية.
وتهدف هذه الدراسة إلى تناول الواقع الفعلي لهذا المشروع القومي ومراحله ووصف مقوماته وكذلك تقييم النظام الآلي المُستخدم في إدارة النشر الإلكتروني للدوريات المصرية للتعرف على الإيجابيات والسلبيات الموجودة في هذا النظام، بالإضافة إلى تقييم مجموعة من الدوريات العلمية المنشورة من خلال المشروع للوقوف على مدى تطبيق المعايير الدولية في إنتاجها ونشرها بحيث يساعد ذلك في زيادة عدد الدوريات المصرية المُنضمة إلى قواعد البيانات العالمية وتحقيق الهدف الأساسي من مشروع النشر العلمي الحر ومن ثم الخروج بصورة واضحة عن الواقع ووضع حلول يمكنها التحسين من مخرجات المشروع المُتمثلة فى الدوريات المصرية. واعتمدت الدراسة على الجمع بين منهجيين رئيسيين وهما المنهج الوصفى التحليلى، والمنهج التقييمى، باعتبارهما أنسب المناهج العلمية لتحقيق أهداف الدراسة، وتم جمع البيانات من خلال قوائم المراجعة والمقابلات الشخصية.
تضمنت الدراسة أربعة فصول تسبقها مقدمة منهجية، تناول الفصل الأول مقدمة نظرية عن النشر العلمي، ثم ينتقل إلى تناول النشر العلمي الحر كنموذج جديد لتطور النشر العلمي والتعرف على آلياته ومصادره والعوامل الدافعة لنشأته، بالإضافة إلى تناول مصاعب ومشكلات النشر العلمي الحر. وعرض الفصل الثانى مشروع النشر العلمى الحر للدوريات المصرية من حيث الهدف منه والمراحل التي مر بها وإدارة عملية النشر الإلكتروني داخل المشروع. وتناول الفصل الثالث تقييم آليَّات عمل النظام الآلى IKNITO JS المُستخدم فى إدارة ونشر الدوريات المصرية ومدى توافر الإمكانيات والمواصفات الفنية والوظيفية التي تُمكن من الوصول بالدوريات إلى مستوى الجودة المطلوبة. أما الفصل الرابع فقد تناول تحليل وتقييم مجموعة من الدوريات المصرية المنشورة على EKB؛ وذلك في محاولة للكشف عن مواطن القوة والضعف التي تكتنف هذه الدوريات، وتحديد درجة كفاءتها ومدى تطبيق معايير الجودة المُطبقة في الدوريات المنشورة دولياً.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن مبادرة النشر العلمي الجديدة ذات الوصول الحرopen Access للمحتوي الإلكتروني للدوريات المصرية بالتعاون بين بنك المعرفة المصري وأكاديمية البحث العلمي قد أُطلقت فى يونيو 2016م، والمشروع ممول من قبل المجلس الرئاسي التابع لرئاسة الجمهورية وصندوق تحيا مصر؛ حيث يُنظر إليه على أنه مشروع قومي للنهوض بالدوريات المصرية ولا تتحمل الدوريات المُنضمة إلى المشروع أية تكاليف. وخلصت عملية تقييم النظام الآلى المُستخدم فى إدارة ونشر الدوريات المصرية إلى أن النظام قادر على إدارة عملية نشر الدوريات المصرية بكفاءة، فقد حقق مائة وأربعة وسبعين معياراً بنسبة (80.6%)؛ بينما أخفق في إثنين وأربعين معياراً بنسبة (19.4%). وأبرز ما عانت الدوريات المصرية منه هو ضعف اشتمالها على أعضاء دوليين فى هيئات تحريرها حيث تحقق هذا المعيار بنسبة)31.1%( بتقدير ضعيف فى عينة الدراسة ككل. كما توصلت الدراسة إلى عدم توافق ضوابط الملكية الفكرية فى دوريات الدراسة مع سياسات الوصول الحر؛ حيث ارتفعت نسبة الدوريات التى لازال ناشروها يمتلكون حقوق التأليف والنشر، كما أن نسبة الدوريات التى اهتمت بتضمين بيان الوصول الحر ونصت عليه بشكل صريح كانت )45%(. بالإضافة إلى عدم الاهتمام بوجود مواقع إلكترونية باللغة الإنجليزية للدوريات فى تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانيات حيث بلغت نسبة الدوريات التى تتاح مواقعها باللغة الإنجليزية (30%) بتقدير ضعيف. وبالرغم من حداثة مشروع النشر العلمى الحر للدوريات المصرية إلا أنه اثبت كفاءته ويعد ظاهرة ايجابية يجب تعميمها على كل الدوريات المحلية المصرية. |
