تواجه المنطقة العربية العديد من التحديات على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى تمس الأمن القومى العربى،خاصة بعد الثورات العربية منذ نهاية عام2010 ،يكمن أبرز هذه التحديات فى حالة التفكك والإنهيار التى تشهدها الدول العربية نتيجة أعمال العنف والإرهاب التى تمارسها التنظيمات الإرهابية المسلحة ،فضلا عن التدخلات غير العربية والأوربية فى شئون الدول العربية ،الأمر الذى أدى إلى تفاقم الأزمات العربية واندلاعها واحدة تلو الأخرى فى كلٍ من سوريا واليمن والعراق وليبيا بل والسعودية التى تشهد توتر حاد فى علاقتها مع إيران ،فضلا عن الصراع الفلسطينى لإقامة الدولة الفلسطينية، مما وضع الأمن القومى العربى فى مأزق جديد وباتت هناك مسئوليات أخرى تقع على عاتق الدول العربية وعلى رأسها مصر لأهميتها العربية والإقليمية فى الحفاظ على عمق الأمن القومى العربى، فى ظل عجز جامعة الدول العربية عن الدفاع عن أمن الدول العربية سوى بالتنديد والشجب ،ولاشك أن مثل هذه التطورات المهمة التى تمس قضايا الأمن القومى العربى التى تزداد مستجداتها بين الحين والأخر أصبحت محور اهتمام مواقع الفضائيات الإخبارية العربية والناطقة بالعربية التى تهتم بتناول ومعالجة قضايا الأمن القومى العربى وفق سياسات الدول التابعة لها ،بل ووضع هذه القضايا فى إطار يخدم أهدافها ومصالحها فى المنطقة العربية وبطريقة تؤثر فى تفكير مشاهديها لتكوين موقف مؤيد أو معارض من هذه القضايا، بما فى ذلك الشباب العربى الذى يتابع ما يحدث على الساحة العربية باهتمام عالٍ باعتباره عنصرا فاعلا فى العملية السياسية وجزء من تطوراتها الراهنة كما أنه الأكثر اقبالا و استخداما لهذه المواقع التى تسعى بشكل أو بأخر إلى تطوير نفسها لتتكيف مع تطلعات الشباب وميولهم الذى يستهوى كل ما هو جديد فى تكنولوجيا الإتصال.
ونظرا لخطورة المعالجة الإخبارية لقضايا الأمن القومى العربى عبر هذه المواقع فإن مشكلة الدراسة تتحدد فى معرفة دور مواقع الفضائيات الإخبارية العربية والناطقة بالعربية فى تشكيل إتجاهات الشباب عينة الدراسة الميدانية حيال قضايا الأمن القومى العربى ،فضلا عن تقييمهم لتلك القضايا عبر المواقع الإخبارية.
|