يواجه الطلاب في مرحلة دراستهم الجامعية بمصر العديد من المتطلبات والأعباء الجديدة عليهم، فهناك المتطلبات الأكاديمية التي تتعلق بالاستذكار والتحصيل والامتحانات، وهناك المتطلبات ذات الطابع الاقتصادي بما فرضته مرحلة التحول الاقتصادي التي تمر بها مصر، فهذه المتطلبات والأعباء تشكل نوعاً من التوتر والضغط في حياة هؤلاء الطلاب.
لذا هدفت الدراسة الحالية إلى القاء الضوء على مفهوم الضغط النفسي لدى طلاب الجامعة والتعرف على مستويات الضغوط النفسية لدى عينة من طلاب الجامعة، بالإضافة إلى بحث العلاقة بين الضغط النفسي وأبعاد التوافق النفسي، وعليه فقد تحددت مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية:
1- ما مؤشرات مستويات الضغط النفسي لدى عينة من طلاب الجامعة المصريين؟
2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات مجموعة الطلاب الذكور ومتوسط درجات مجموعة الطالبات في الضغط النفسي؟
3- هل توجد علاقة ارتباطية بين الضغط النفسي لدى طلاب الجامعة وتوافقهم النفسي؟
وقد تكونت العينة النهائية للدراسة من (236) طالباً وطالبة من طلاب الفرقة الثانية والرابعة[*] بكلية التربية ببنها تخصص الرياضيات واللغة الإنجليزية. طبق عليهم مقياس الضغط النفسيفي حياة الطلاب Student life stress scaleأعداد أبو سريع (1993)، ترجمة وتقنين الباحثان الحاليان ويعطى المقياس درجة كلية تعبر عند مستوى الضغط الذي يعانى منه الطالب، وللمقياس أربع فئات تصنيفية إرشادية لتعطى معنى للدرجة التي يحصل عليها الطالب في المقياس كالآتي: ضغط منخفض، ضغط متوسط، ضغط حاد، ضغط حاد جداً، وكذلك مقياس
التوافق النفسي إعداد هيو.م. بل لقياس التوافق لدى طلاب المدارس الثانوية والجامعات، وترجمه إلى العربية محمد عثمان نجاتى (1960)، ويقيس: التوافق المنزلي، التوافق الصحي، التوافق الاجتماعي، والتوافق الانفعالي.
وقد أوضحت النتائج ما يلي:
• أن 80.5% من طلاب عينة الدراسة يقعون في فئة الضغط النفسي المعتدل، وفي المقال يوجد 18.6% من الطلاب يعانون من الضغط النفسي الحاد، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالدراسات السابقة.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.001 بين متوسط درجات مجموعة الطلاب الذكور وبين متوسط درجات مجموعة الطالبات في الضغط النفسي، وذلك لصالح مجموعة لطالبات، أي أن الطالبات يعانين مستويات عالية من الضغط النفسي أكثر من أقرانهم من الطلاب الذكور.
• ارتفاع مستوى الضغط النفسي يؤدى إلى سوء في توافق الطلاب في جميع جوانبه المنزلي والصحي والاجتماعي والانفعالي، أي أن الضغط النفسي يدفع بالطالب إلى حالة من انعدام الانسجام في جميع جوانب حياته.
|