ﻴﺸﻬﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻵﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓـﺔ ﻤـﻥ ﺃﻫـﻡ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍﹰ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﹰ ﻓﻰ ﻨﺠﺎﺡ ﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻷﻋﻤـﺎل ﺍﻟﺤﺩﻴﺜـﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺃﺼﻭل ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻴﻤﺜل ﺃﺒﺭﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﻭﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻨﺨﻔﻀﺕ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ، ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻭﺍﻟﺩﺨل ﻓﻰ ﻅل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﻭﻟﻘﺩ ﺼﺎﺤﺏ ﺫﻟﻙ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﻗﻴﺔ ﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺒﺼـﻭﺭﺓ ﺘﻔﻭﻕ ﺃﻀﻌﺎﻑ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﻓﺘﺭﻴﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﻜﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻤﺜل ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﻭﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ .
ﻭﻤﻊ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺒﺭﻭﺯ ﺩﻭﺭ ﺭﺍﺱ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻔﻜـﺭﻯ، ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺒﺎﻟﺩﻭل ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ- ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺘﻘﻴﻴﻤﻪ ﻭﺇﺩﺍﺭﺘﻪ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻨﻪ –ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻔﺕ ﺍﻨﺘﺒﺎﻩ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﻴﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺼﻭل ﻭﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺤﻭل ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﻭﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻪ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺘﻘﻴﻴﻤﻪ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻨﻪ.
ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻭل ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﻰ ﻋﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻔﻜـﺭﻯ ﻭﺃﺜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ، ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﻴﻥ )ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﻴﻥ (ﺒﺸﺄﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺼﻭل ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ ﺘﻘﻴﻴﻤﻬـﺎ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺯﺍﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﺒﺔ ﻟﺫﻟﻙ، ﻤﻊ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ ﺍﻗﺘـﺭﺍﺡ ﻨﻤـﻭﺫﺝ ﻟﻠﻘﻴـﺎﺱ ﻭﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻨﻬﺎ . |