تعد الأسرة المسئول الرئيسي عن توجيه، وتعديل سلوك الأبناء، ولكن مع اقبال الأبناء علي وسائل الإعلام الحديثة مثل الإنترنت، فإن أفكار، ومعتقدات الأبناء قد تأثرت بالأفكار التي تنقلها تلك الوسائل الإعلامية، وبالتالي تهدف الدراسة الحالية إلي مقارنة التأثيرات المتوقعة لوسائل الاعلام علي الابناء في مرحلة المراهقة المبكرة بالأدوار الفعلية للأسرة في حياتهم، وقد تم تصميم أدوات للقياس لتناسب طبيعة هذه الدراسة المقارنة حيث تفترض الدراسة أن تأثير الميديا علي المراهقين يمكن أن يمر بثلاثة مراحل هي: الاندماج (المنطقة الخضراء)، والثقة (المنطقة الصفراء أو منطقة الحذر لما يمكن أن تنقله هذه الوسائل من قيم، وأفكار سلبية ترسخ في وجدان الأبناء)، والتوجيه (المنطقة الحمراء، أو منطقة الخطر لما يمكن أن تحدثه تلك الوسائل من تغيرات غير مرغوبة في سلوك الأبناء)، كما اهتمت الدراسة أيضا بقياس ميل المراهقين إلي تقدير الذات، والانعزال الاجتماعي، والعنف، ولتحقيق أهداف الدراسة، فإنه تم اختيار 341 مراهق تتراوح أعمارهم بين 10-14 سنة من محافظتي الغربية، والمنوفية، وتم اتباع المنهج الوصفي المقارن في جمع وتحليل البيانات، وقد اظهرت النتائج ما يلي: تفوق تأثير وسائل الاعلام علي المراهقة المبكرة مقارنة عن تأثير الأدوار الفعلية للأسرية علي محاور الاندماج في حياة الأبناء، وكسب ثقتهم، بينما لم تظهر النتائج فرق معنوي بين التوجيه السلوكي من خلال الاعلام، و التوجيه الاسري للابناء، فقد كان التأثير الأسري علي الأبناء أقل من المأمول، ومع ذلك فإن ميل المراهقين للانعزال الاجتماعي، أو العنف، أو تقدير الذات قد تأثر فعليا بمشاركات الأسرة المحدودة علي محاور الاندماج، والثقة، بينما كان تأثير الإعلام غير معنوي علي تلك الميول، وأظهرت النتائج أيضا ارتباط مستويات المشاركة الأسرية بمحاورها الثلاثة مع العوامل الديموجرافية، وتم استخلاص النقاط التالية: لابد أن تكون الأسرة أكثر تواجداً في حياة الأبناء، وأكثر قدرة علي كسب ثقتهم، فلا يمكن توجيه سلوك الأبناء علي النحو الأمثل بدون إندماج كافي ومؤثر في حياتهم. |