تعتبر ممارسات التعلم التى ينفذها المتعلم بشكل ذاتي جوهر عملية تعليم وتعلم العلوم فى الوقت الحالى ؛ حيث تعتبر محركا ومحفزا للمتعلم نحو بناء معارفه من خلال الممارسة الذاتية، فيكون نشطا يقبل على التعلم وهو يحمل آراءه الخاصة، ويستخدم معارفه السابقة لإدراك معاني التجارب والخبرات الجديدة .
وعليه المهمة الأساسية لتدريس العلوم هي تشجيع المتعلمين على التعلم من أجل مزيد من التعلم عن طريق مواجهتهم بمواقف تشجعهم على القيام برصد الملاحظات وبناء الاستنتاجات والبحث عن التفسيرات وعمل الاستدلالات المناسبة القائمة على الفهم العميق للظواهر والأحداث،وهذا يدعو إلى ضرورة مراجعة واقع مناهج العلوم الحالية انطلاقا من اتخاذ ممارسات التعلم الذاتي جوهرا لها،وهذا ما سعى إليه هذا البحث من خلال توظيف ممارسات التعلم الذاتى التى تقوم على إعمال العقل واليد و استثمار وتوظيف مصادر التعلم فى تدريس وحدة فى العلوم لتنمية مهارات البحث العلمى وحب الاستطلاع لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما ممارسات التعلم الذاتى المناسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية؟
2- ما صورة وحدة من وحدات منهج علوم المرحلة الابتدائية قائمة على ممارسات التعلم الذاتى ؟
3- ما فاعلية الوحدة المطورة فى تنمية مهارات البحث العلمى لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية؟
4- ما فاعلية الوحدة المطورة فى تنمية حب الاستطلاع العلمى لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية؟
وقد تمثلت أهمية هذا البحث فى:
- تقديم قائمة ببعض ممارسات التعلم الذاتى فى العلوم يمكن أن تفيد المعلمين، و المتعلمين، والباحثين ، والمهتمين بهذا المجال.
- تطوير وحدة من وحدات منهج علوم المرحلة الابتدائية فى ضوء ممارسات التعلم الذاتى يمكن أن تفيد مخططى و مطورى المناهج إلى جانب المعلمين و المتعلمين.
- تقديم اختبار مهارات البحث العلمى و مقياس حب الاستطلاع العلمى يمكن أن يستفيد منه الباحثين والمهتمين بهذا المجال.
وقد سار البحث وفقا للإجراءات التالية
1- مراجعة عدد من الدراسات والبحوث السابقة و الأدبيات المرتبطة بمتغيرات الدراسة0
2- وضع قائمة مبدئية بممارسات التعلم الذاتى فى العلوم المناسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية وضبطها.
3- اختيار وحدة (الكون) المقررة على تلاميذ الصف السادس والابتدائي بالفصل الدراسى الثانى وإعادة صياغتها فى ضوء قائمة ممارسات التعلم الذاتى و إعداد كتاب التلميذ و دليل المعلم وعرضهما على السادة المحكمين لإبداء الرأى وعمل التعديلات المناسبة وصولا لصورتهما النهائية .
4- بناء اختبار فى مهارات البحث العلمى و مقياس حب الاستطلاع العلمى و عرضهما على السادة المحكمين لإبداء الرأى وعمل التعديلات المناسبة وحساب ثباتهما وصولا لصورتهما النهائية.
5- اختيار مجموعة الدراسة ومن ثم تنفيذ تجربة الدراسة
ومن أبرز نتائج البحث:
وقد اسفرت نتائج البحث عن فاعلية ممارسات التعلم الذاتى فى تنمية مهارات البحث العلمى وحب الاستطلاع لدى تلاميذ المرحلة الابتدائى حيث قدمت الوحدة المطورة فى ضوء ممارسات التعلم الذاتى صورة مغايرة للصورة المعتادة لكتاب العلوم و محتواه العلمى نقلته من اعتباره مادة للحفظ إلى سياق أخر يقوم على الفعل النشط و الايجابى من جانب المتعلم يتم من خلاله القيام بالممارسات العقلية و الحسية و التواصلية، كما سمحت للتلاميذ بالفعل النشط و المشاركة الفاعلة بشكل حقيقى حيث يبنى المحتوى و ينظم محتواه حول ممارسات تعليمية تشجع التلميذ على تحمل عبء تعلمه وبالتالى الكتاب لا يقدم محتوى تقليدى للقراءة أو الاطلاع أو الحفظ بل يقدم فى الأساس ممارسات ينفذها التلميذ و من خلالها يكتسب أوجه التعلم المختلفة،أيضا سمحت ممارسات التعلم الذاتى للمتعلمين القيام بـ : البحث عن التفسيرات – بناء الاستنتاجات – عمل الاستدلالات –وضع التصورات– بناء الفروض – طرح التساؤلات - عمل الملاحظات– إجراء القياسات– تنفيذ التجارب– فحص المواد و الأدوات – بناء النماذج ، و هذا انعكس ايجابيا على مهارات البحث العلمى و حب الاستطلاع العلمى لدى التلاميذ.
فى ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج تم التوصل إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات ذات علاقة بمجال البحث.
|