1- مشكلة البحث:
يرى الباحث أنه يمكن بلورة مشكلة البحث في ثلاثة أبعاد هي:
البعد الأول: الحاجة إلى إدارة مخاطر الأعمال:
وفى هذا المجال عرَّف معهد المراجعين الداخليين The Institute of Internal Auditors (IIA) إدارة المخاطر بأنها: "عملية تهدف إلى تحديد أية أحداث حالية أو محتملة والتحكم فيها، وتوفير تأكيد معقول بأن تلك الأحداث لن تؤثر على تحقيق أهداف المنشأة" (IIA, 2012)، ويشير الواقع العملي إلى أن منشآت الأعمال تمارس بشكل أو بآخر إدارة المخاطر وتختلف فيمَّا بينها في كيفية إدارة تلك المخاطر، غير أنها تتفق على مهمتين أساسيتين عند إدارة المخاطر هما:
- تحديد المخاطر وأثارها.
- أساليب التعامل مع المخاطر.
البعد الثاني: دور المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر:
وفى إطار التوسع في مهام المراجعة الداخلية ظهر مدخل حديث للمراجعة الداخلية عُرف بالمراجعة الداخلية على أساس المخاطر، والذى يهدف إلى توفير التأكيد المعقول بأن مخاطر الأعمال يتم إدارتها في حدود المستوى المحدد من قبل مجلس الإدارة، وأن الإجراءات المحددة لمواجهة تلك المخاطر تعمل بفعالية، وفي هذا المجال أكدَ معهدُ المراجعين الداخليين على هذا الدور من خلال تخصيص معيار رقم (2110) بعنوان إدارة المخاطر Risk Management ضمن مجموعة معايير الأداء .
البعد الثالث: أهمية تحسين فعالية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر:
في ظل تعدد وتنوع مخاطر الأعمال وأهمية دور المراجعة الداخلية في إدارة تلك المخاطر، تشير نتائج العديد من الدراسات إلى أن المراجعة الداخلية سيكون لها الدور الرئيسي في إدارة المخاطر بمنشآت الأعمال، ويتفق ذلك مع ما أشارت إليه هيئة الأوراق المالية الأمريكية U.S. Securities and Exchange Commission (SEC) أن المراجعة الداخلية هي الأكثر قدرة على تمييز المخاطر، وكشف الفجوات المحتملة في إجراءات الرقابة الداخلية المستخدمة في إدارة تلك المخاطر.
مما سبق يتضح للباحث أهمية تحسين فعالية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر، وفى هذا المجال يتناول الباحث منهجية ستة سيجما (Six Sigma Methodology) كأحد الأساليب الإدارية – التي تعتمد على النماذج والأساليب الإحصائية – التي تستخدمها منشآت الأعمال للوصول إلى ما يُعرف بالتميز (Excellence) في مجال أعمالها من خلال التحسين المستمر لعملية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر.
2- أهــداف البحث:
يتمثل الهدف الرئيسي للبحث في تحسين فعالية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر، وذلك باستخدام منهجية ستة سيجما كأحد الأساليب الإدارية التي تستخدمها منشآت الأعمال في إطار التحسين المستمر لعملياتها، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف يسعى الباحث إلى تحقيق الأهداف الفرعية التالية:
- تحليل أبعاد ومكونات إطار إدارة مخاطر الأعمال.
- دراسة دور المراجعة الداخلية في إدارة مخاطر الأعمال.
- دراسة المفاهيم الأساسية المرتبطة بمنهجية ستة سيجما.
- استخدام مراحل منهجية ستة سيجما في تحسين فعالية عملية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر من خلال الدراسة التطبيقية.
3- أهمية البحث:
* الأهمية العلمية: يستمد البحث أهميته العلمية من خلال العناصر التالية:
- اقتناص الفرص التي أتاحتها بيئة الأعمال المعاصرة للمراجعة الداخلية للقيام بدور استراتيجي داخل المنشأة، من خلال دورها في إدارة المخاطر التي تتعرض إليها منشآت الأعمال ، لاسيما في ظل تعدد وتنوع هذه المخاطر.
- انتشار استخدام منهجية ستة سيجما في تحسين جودة عمليات المنشأة، وندرة استخدامها في مجال الخدمات ومن ثَّم اقترح الباحث استخدام منهجية ستة سيجما في تحسين فعالية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر.
* الأهمية العملية: يستمد البحث أهميته العملية من خلال العناصر التالية:
- بالنسبة لمنشآت الأعمال: تحسين فعالية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر، يمثل أحد الأدوات التي يمكن أن تُضيف قيمة للمنشأة.
- بالنسبة للمراجع الداخلي: تحسين فعالية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر، يؤدي إلى الارتقاء بنشاط المراجعة الداخلية ليكون له دور استراتيجي داخل المنشأة.
- بالنسبة للمراجع الخارجي: تحسين فعالية المراجعة الداخلية على أساس المخاطر يؤدي إلى زيادة الاعتماد والتعاون بين المراجع الخارجي والداخلي، ومن ثَّم تحسين جودة المراجعة الخارجية.
4- فروض البحث:
اعتمد الباحث على مشكلة البحث وهدف الدراسة التطبيقية في صياغة الفرض الرئيس للدراسة وهو "لا يؤدي تطبيق منهجية ستة سيجما (DMAIC) إلى تحسين المراجعة الداخلية على أساس المخاطر"، ويشتق عن هذا الفرض، الفروض الفرعية التالية:
- الفرض الفرعي الأول: "لا يؤدي تطبيق منهجية ستة سيجما إلى تحسين مرحلة تخطيط المراجعة الداخلية على أساس المخاطر".
- الفرض الفرعي الثاني: "لا يؤدي تطبيق منهجية ستة سيجما إلى تحسين مرحلة قياس الأداء في المراجعة الداخلية على أساس المخاطر".
- الفرض الفرعي الثالث: "لا يؤدي تطبيق منهجية ستة سيجما إلى تحسين مرحلة تحليل المخاطر في المراجعة الداخلية على أساس المخاطر".
- الفرض الفرعي الرابع: "لا يؤدي تطبيق منهجية ستة سيجما إلى تحسين محتويات تقرير المراجعة الداخلية على أساس المخاطر".
- الفرض الفرعي الخامس: "لا يؤدي تطبيق منهجية ستة سيجما إلى تحسين مرحلة المتابعة في المراجعة الداخلية على أساس المخاطر".
5- النتائج والتوصيات والتوجهات البحثية المقترحة:
5/1 النتـائــج:
في ضوء تحقيق هدف البحث توصل الباحث إلى النتائج التالية:
5/1/1 نتائج الدراسة النظرية:
- تعاقب الأزمات والفضائح المالية والمحاسبية وزيادة تعقيدات بيئة الأعمال والعمل في بيئة شديدة التنافسية ألزم منشآت الأعمال بانتهاج فلسفة إدارة المخاطر، كأحد أدوات الحد من التأثير السلبي للمخاطر على أهداف المنشأة.
- يشير إطار إدارة المخاطر الصادر عن لجنة (COSO, 2004,a) إلى أن إدارة مخاطر الأعمال تضم العديد من الأنشطة، وللمراجعة الداخلية دور جوهري في كل نشاط من هذه الأنشطة، ولكن الدور الرئيسي للمراجعة الداخلية يتمثل في توفير تأكيد بفعالية إدارة المخاطر بمنشآت الأعمال.
- يُعد إسناد مهمة تقييم فعالية إدارة المخاطر التي تتعرض إليها منشآت الأعمال إلى المراجعة الداخلية، أحد الممارسات الحديثة التي تستخدم في العديد من دول العالم – غير أنها لازالت محدودة داخل بيئة الأعمال العربية – خاصة بعد انهيار العديد من الشركات الكبرى.
- يوفر مدخل المراجعة الداخلية على أساس المخاطر ضمان بتحقق أهداف المنشأة- الاستراتيجية والتنفيذية – ومن ثَّم تحقيق القيمة المضافة للمنشأة.
5/1/2 نتائج الدراسة التطبيقية:
- يعتمد نجاح المراجعة الداخلية في القيام بدورها تجاه إدارة المخاطر التي تتعرض إليها منشآت الأعمال على توافر الدعم الكامل من أعضاء مجلس الإدارة والإدارة العليا، و الاعتماد على فريق عمل المراجعة الداخلي مؤهل علميًا وعمليًا.
- أدى استخدام منهجية ستة سيجما إلى تحسين أداء مرحلة التخطيط في المراجعة الداخلية على أساس المخاطر لتصل إلى مستوى يقابل (3) سيجما.
- أدى استخدام منهجية ستة سيجما إلى تحسين أداء مرحلة قياس الأداء في المراجعة الداخلية على أساس المخاطر لتصل إلى مستوى يقابل (3) سيجما.
- أدى استخدم منهجية ستة سيجما إلى تحسين أداء مرحلة تحليل المخاطر في المراجعة الداخلية على أساس المخاطر لتصل إلى مستوى يقابل (3) سيجما.
- أدى استخدام منهجية ستة سيجما إلى تحسين محتويات تقرير المراجعة الداخلية على أساس المخاطر لتصل إلى مستوى يقابل (3) سيجما.
- أدى استخدام منهجية ستة سيجما إلى تحسن أداء مرحلة الرقابة والمتابعة في المراجعة الداخلية على أساس المخاطر لتصل إلى مستوى يقابل (3) سيجما.
- أدى استخدام منهجية ستة سيجما (DMAIC) إلى تحسن أداء مراحل المراجعة الداخلية على أساس المخاطر بنسبة أداء (82,676%) وهي تقابل مستوى (3) سيجما تقريبًا.
5/2 التوصيــات:
- تحقيق الاستقلال التام لإدارة المراجعة الداخلية بمنشآت الأعمال المصرية حتى تتمكن من أداء دورها في إدارة المخاطر، وذلك من خلال رفع مستواها في الهيكل التنظيمي في المنشأة، وتوفير اتصال مباشر مع مجلس الإدارة أو مع لجنة المراجعة.
- توجيه منشآت الأعمال بإنشاء قاعدة بيانات للمخاطر يُعتمد عليها في التنبؤ بالمخاطر المستقبلية التي قد تهدد تحقيق أهداف المنشأة، وتشمل كافة البيانات والمعلومات المرتبطة بالمخاطر مع ضرورة التحديث المستمر لهذه القاعدة.
- قيام المنظمات المهنية المنوطة بتنظيم مهنة المحاسبة والمراجعة داخل جمهورية مصر العربية بالعمل على إصدار إطار شامل ومحدد لدور المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر التي تتعرض إليها منشآت الأعمال، على أن يتضمن هذا الإطار مفهوم إدارة مخاطر الأعمال، وكيفية تقييم فعاليتها، والخبرات اللازمة للمراجعين القائمين بتقييم فعالية إدارة مخاطر الأعمال والتقرير عنها.
- ضرورة تنمية مهارات المراجعين الداخليين وتدريبهم على استخدام أساليب وأدوات التحسين المستمر ومن بينها منهجية ستة سيجما (DMAIC).
- تفعيل دور المراجعة الداخلية في منشآت الأعمال المصرية عن طريق تأكيد البورصة المصرية على ضرورة إنشاء إدارة للمراجعة الداخلية بالشركات المسجلة بها، أو التي ترغب في التسجيل بها أسوة بالبورصات العالمية.
|
