إن تنمية الجانب البصري لدى المتعلم من العوامل التي تساعد على تنمية التفكير لديه وتحسين أدائه ، وبالتالي تقوى عملية التعلم لديه ، وذلك ضمن نظرية الذكاءات المتعددة التي تعتمد ثمانية استراتيجيات لتنمية الذكاء ، من أهمها الاستكشاف البصري (Visual Discovery) من خلال الاعتماد على الأشكال والرسوم المختلفة ، والإجابة عن أسئلة المعلم داخل الفصل بالاعتماد على التصور البصري وعمليات التمثيل العقلية واستحضار الصور من الذاكرة. ( 30 : 148 ) .
إن التفكير البصري منظومة من العمليات تترجم قدرة الفرد على قراءة الشكل البصري وتحويل اللغة البصرية التي يحملها ذلك الشكل إلى لغة لفظية (مكتوبة أو منطوقة) واستخلاص المعلومات منه ، وتتضمن هذه المنظومة المهارات التالية : مهارة التعرف على الشكل ووصفه - مهارة تحليل الشكل - مهارة ربط العلاقات في الشكل - مهارة إدراك وتفسير الغموض – مهارة استنتاج المعاني ( 11 : 25 ) .
وإذا كان التفكير يمثل سلسلة من النشاطات العقلية غير المرئية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمس ، فإن خرائط التفكير تمثل أحد الأساليب الحديثة التي تهتم بتنمية مهارات التفكير المختلفة في مجال التدريس ، وقد صممها ( ديفيد هيرل David Hyerle ) وتعد من أدوات التفكير البصري التي تحمل لغة مشتركة بين المعلمين والمتعلمين في جميع المواد الدراسية ومع مختلف مستويات التلاميذ ، كما أنها أداة مناسبة لتنظيم المعلومات والأفكار والمفاهيم ، واعتمد في تصميمها على أن يستند كل شكل منها على مهارة فكرية أساسية ، مثل المقارنة ، والتمييز ، والتتابع ، والتصنيف ، والاستدلال ( 43 : 39 ) .
إن خرائط التفكير هي عبارة عن تنظيمات لرسوم خطية تحمل محتوى معرفي لتعكس مستويات مختلفة من التفكير ، وتعزز التعلم عن طريق البصر ، ويتم من خلالها تقديم المعرفة في صورة خرائط توضح العلاقات المختلفة بين أجزاء المعرفة ، بشكل يساعد على الفهم والاستيعاب وممارسة مستويات عليا من التفكير ( 20 : 1105 )
وتعمل الخريطة الذهنية على ربط جانبي الدماغ ؛ إذ إن الجانب الأيمن من الدماغ هو المسؤول عن الإبداع والخيال والصور بينما يقوم الجانب الأيسر بالتعامل مع اللغة بألفاظها وكلماتها ، كما يتعامل مع المنطق والأرقام والتحليل ؛ وبالنظر إلى الخريطة الذهنية نجد أنها تجمع بين اللغة والكلمات والعمليات المنطقية والتحليل من جهة وبين الإبداع والصور والتركيب وحتى التخيل من جهة أخرى ؛ ويعد بناء الخريطة الذهنية فرصة لممارسة الإبداع وتوليد عدد من الأفكار التي تساهم في تنمية التفكير الإبداعي ( 18 : 474 ، 475 ) .
إن خرائط التفكير استراتيجية مفيدة للتعليم والتعلم ، كما أنها تقوم بأدوار مهمة في التدريس الفردي والجماعي ، منها :
1- تعتبر بسيطة وسهلة الاستخدام بالنسبة للطلبة ، ويمكن استخدامها بداية من الحضانة ، كما يمكن استخدامها مع أي محتوى دراسي ومع أي مستوى علمي .
2- تكسب المتعلم فهما أعمق للمفاهيم المجردة .
3- تنقل عمليات التفكير خارج المدرسة أو الحياة اليومية ( 45 : 107 – 110 ) .
4- تمثل إطارا مرجعيا مشتركا بين المعلم والمتعلم بحيث تسهل عملية الاتصال بينهما بما تحتويه من ملاحظات ومعلومات .
5- تساهم في تنمية الفهم العميق للمادة العلمية ، وبالتالي تنمية القدرة على استدعاء المعلومات .
6- تساهم في تنمية أنماط التفكير المختلفة .
7- تساهم في الربط بين خبرات التعلم السابقة والحالية ( 49 : 3 ) .
|