عناصــر المجتمع الهنــدي وطبقاتهـم في سلطنـة دلهي
(602-932ه/1206-1526م)
قسمتُ هذه الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة تشتمل على أهم نتائج الدراسة، أما التمهيدي فيشمل التعريف بمدينة دلهى تاريخيًّا وعمرانيًّا وجغرافيًّا، ثم دلفتُ بعد ذلك إلي تناول الأحوال السياسية لسلطنة دلهي الإسلامية.
وقد أفردت الفصل الأول لدراسة "عناصر المجتمع الهندى فى سلطنة دلهى الإسلامية"، حيث استعرضت فى البداية أهم سمات النظام الطبقى للهند قبل الإسلام، ومكانة كل طبقة فى الترتيب الاجتماعى، ولم نغفل الحديث عن العوامل المؤثرة فى التوزيع السكانى، والتي تنوعت ما بين أسباب جغرافية وأخرى اقتصادية وسياسية, لما في ذلك من أهمية كبري في توضيح بعض جوانب تمركز السكان، فضلا عن دراسة عناصر المجتمع الهندي من الهندوس والعرب والأتراك والفرس والأفغان.
في حين عرضتُ فى الفصل الثاني لـ "الطبقــة العليا فى سلطنـة دلهي الإسلاميـــة"، من حيث تناول السلطة المركزية في دلهي، ومن يمثلها من شخصيات، يأتي على رأسها سلاطين دلهي، الذين أُنيط بهم تسيير دفة الأمور في السلطنة، فتناولنا طريقة اختيار السلاطين، والبيعة الخاصة والعامة والمراسم المتعلقة بها، ثم انتقلنا إلي الحديث عن حرص سلاطين دلهي على تأكيد شرعيتهم في الحكم من خلال تبادل السفارات مع الخلافة العباسية في بغداد، ثم دلفنا بعد ذلك إلي ذكر حياة السلاطين داخل قصورهم وبلاطاتهم, والمرأة ودورها في الأسرة الحاكمة، كما تطرقنا إلي ترتيب الوظائف دخل البلاط السلطاني، ثم عرجنا بعد ذلك إلي ذكر المجالس السلطانية, والولائم التي كانت تقام خلال هذه المناسبات، كما ذكرنا بشيئ من التفصيل المواكب السلطانية، ووسائل التسلية والترفيه من الألعاب والرياضات ومواكب الصيد, ولم نغفل الحديث عن الأعراس وحفلات الزواج في الأسرة الحاكمة، وما يتخللها من مجالس الموسيقى والطرب.
أما الفصل الثالث فقد خُصص لتناول" الطبقة الوسطى فى المجتمع الهندى عصر سلطنة دلهى"، من خلال رصد مكانة الطبقة الوسطي فى سلطنة دلهى, حيث عرضنا لفئات الطبقة الوسطى في المجتمع الهندي، بدءا من القضاة وترتيب درجاتهم القضائية، والمهام التي يقومون بها، والمذهب الذي يعتمدون عليه في إصدار أحكامهم القضائية، وطبيعة هذه الأحكام والعقوبات التى يصدرونها, ومدى خضوع سلاطين دلهي للأحكام القضائية واحترامهم لها, ثم انتقلتُ بعد ذلك إلي الحديث عن الفقهاء والعلماء ومكانتهم ودورهم المهم فى السلطنة، وأشهر هؤلاء العلماء، سواء كانوا ممن سطعوا في السلطنة أو كانوا من الوافدين إليها, كما لم نغفل الحديث عن الاضطهادات التي تعرضوا لها من جانب السلاطين, ثم تطرقنا بعد ذلك إلي الحديث عن الشعراء ودورهم فى السلطنة, ثم دلفنا إلي الحديث عن المحتسب، وبينا أهمية هذه الوظيفة، ثم ختمنا حديثنا في هذا الفصل بذكر طوائف التجار، الذين كان لهم دور بارز في إنعاش الأسواق في دلهي.
بينما عالجتُ في الفصل الرابع "طبقة العامة فى سلطنة دلهى الإسلامية"، من خلال رصد متطلبات الحياة اليومية لهم من ملبس ومأكل ومسكن، كما تطرقنا إلي تتبع علاقة سلاطين دلهي بطبقة العامة، وقد عرضتُ لجانبين من هذه العلاقة، الأول يسوده الود، والثاني يطغى عليه جانب التعسف تجاه العامة, ثم دلفتُ بعد ذلك إلي استعراض فئات طبقة العامة, فعرضنا لحياة المزارعين، وما يتعلق بشئون الزراعة ووضعية الأرض، وعوامل ازدهارها، والري ووسائله وتنظيماته، وأهم المنتجات الزراعية، والضرائب المفروضة عليهم، فضلا عما يتصل بالزراعة من رعي وتربية الماشية. ثم تطرقتُ إلي الحديث عن الصناع وأرباب الحرف من النساجين, والصباغين, والخبازين, والسقائين, والبنائين, والنجارين, وأهم أعمالهم، كما عرضت لفئة الجند وكيفية تجنيدهم وأرزاقهم, ولم نغفل الحديث عن الرقيق وأنواعه، وطبيعة حياته والأعمال التي كانوا يضطلعون بها. ثم عرضنا لدور المرأة فى تكوين الأسرة، ومساعدة زوجها في تربية الأبناء، ثم تناولنا حلى المرأة وملابسها، وكذا تعليم المرأة، وامتهانها لحرفة الموسيقى والغناء، فضلا عن دورها في المآتم والأحزان.
|
