يُعد الشاروني رائداً من رواد التجديد في القصة العربية الحديثة، نجح في رصد أزمة الإنسان المعاصر ومحاولة تفسيرها اجتماعياً وفنياً، وتنبأ ببعض الأحداث قبل حدوثها كما هو الحال فى "ثورة يوليو 1952".وكان إصرار الباحثة على دراسة الشاروني ككاتب للقصة القصيرة وتحليلها تحليلاً سوسيولوجياً مستعينة بالأدوات المنهجية في علم اجتماع الأدب (لأهمية الشاروني القصصية، ومعرفة التجديد الذى أضافه الشارونى، وتحليل قصص الشارونى من ناحية سوسيولوجية) بالإضافة إلى أن الأعمال القصصية للشارونى مرت بخمس مراحل مهمة فى تاريخ الأمة بدءاً من الحرب العالمية الثانية وثورة 1952ثم حكم جمال عبدالناصر إلى حكم السادات ثم حكم مبارك و ثورة 25يناير.
أهداف الدراسة.
الهدف الرئيسي الذي يدور حوله البحث هو كيفية المعالجة السوسيولوجية للظاهرة الأدبية في قصص يوسف الشاروني والبحث عن المدلول الاجتماعي للقصة القصيرة عند الشارونى.
تساؤلات الدراسة.
التساؤل الرئيس يدور حول عرض الشارونى لصور النهضة فى الأعمال القصصية له ؟
• وما المضمون الاجتماعي في القصة القصيرة، وما هدفه وتأثيره على القارئ؟
• هل اختلف مفهوم النهضة عند الشارونى من العشاق الخمسة عام 1954م إلى الزحام عام 1969م إلى أجداد وأحفاد عام2005م؟
ولذلك قامت الباحثة بتقسيم الدراسة بعد مدخل الدراسة إلى بابين(الباب الأول يختص بالسياق التاريخى والإطار النظرى للدراسة، والباب الثانى يختص بالتحليل السوسيولوجى للقصص الشارونى) وبعد ذلك النتائج والاستنتاجات ثم الملاحق والمصادر والمراجع.
إما عن المنهج المستخدماستخدامت الباحثة من قبل المنهج التحليلى القصصى بالإضافة إلى استخدام المنهج التاريخى لرصد مسار النهضة المصرية وغاياته وصوره وتاريخيه، بالاضافه الى استخدام الباحثة لتحليل المضمون؛ ويمكن القول إن الجمع بين المنهج التاريخى وتحليل المضمون أدى إلى نتائج مثمرة وذلك؛ لأن المنهج التاريخى قام برصد مسار النهضة عبر التاريخ وعرف ما هية النهضة ،وبعدها يأتى تحليل المضمون بتحليل القصص القصيرة عند الشارونى واختلاف صوره عبر القصص.
إما عن مصادر جمع البيانات فى الدراسة فكانت المصادر المباشرة هى المجموعات القصصية الكاملة ليوسف الشارونى مع التركيز على المجموعة الاخيرة (أجداد وأحفاد)، وكانت المصادر غير مباشرة :1/المصادر التاريخية (الوثائق التاريخية) ؛ وذلك للتعرف والقاء الضوء على النهضة وتاريخها ،وماذا قال عنها الكتاب ومدى تأثر الشارونى بالنهضة ، 2/ المقابلات : قامت الباحثة بعدد من المقابلات مع يوسف الشارونى الكاتب القصصى،3/الدراسات التى كتبت عن العالم القصصى للشارونى .
النتائج والاستنتاجات
تحديث المجتمع:بعد القراءة الجيدة لعنصر تحديث المجتمع فنجد أن الشارونى يعكس حال المجتمع على مر السنين متأثراً بالنهضة، وهو ما يتضح فى قصص "الرجل والمزرعة و الكسوف وفرحة تفوز بالسباق" فى المجموعتين القصصيتين الأولتيين ثم تطور المشهد لما نراه فى المجموعة القصصية الأخيرة وهى مجموعة من قصصة "أجداد" فى قصص "العودة من المنفى ،يوم فى الخريف" ، ونجد فى قصة "الضحك حتى البكاء " وكأن الشارونى يختصر فى هذه القصة كل ما مر بها المجتمع فى هذه القصة وهى من أجمل ما كتب الشارونى .
تعقيل الفكر :نلاحظ أن النهج الذى سار عليه الشارونى واضح من المجموعة القصصية الأولى والثانية،فنراه يسير بنهج تعقيل الفكر والإعلاء من قيمة العقل فى مسار الحياة اليوميه وهو نهج بورديو فى تفضيل التفكير العقلى عن التفكير الذاتى والإعلاء من النزعة الموضوعية فى مقابل النزعة الذاتية.
تحرير الوطن: نلاحظ تتبع الشارونى لحال المواطنين المصريين من الاستعمار الداخلى، فيعرض حالهم فى مجموعته الأولى العشاق الخمسة، ونرى فى المجموعة الأخيرة "أجداد وأحفاد" عن تحرير الوطن من الاستعمار الخارجى وموقفهم منه نجده فى قصة "الأم والوحش" ليوضح وعى المواطن العادى بالاستعمار وخطورته .
توحيد الأمة:فنلاحظ من خلال المجموعات الكاملة للشارونى تأكيده على الوحده الوطنية بين أفراد مجتمعه،ومحور توحيد الأمة من أهم المحاور عند الشارونى.
وبعد الإنتهاء من هذه الدراسه يمكن للباحثه القول أنها تلاحظ أن الشارونى إهتم بصور النهضة حيث نجد أن هناك خمس قصص يوضحا الشارونى من خلالهما صور النهضة كامله وهم "جسد من طين، ومصرع عباس الحلو، والأم والوحش، ونصف كوب ملأن، والضحك حتى البكاء.
|