تعد دراسة الخصائص التضاريسية ذات أهمية بالغة لارتباطها بمجالات التنمية المختلفة خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة. وقد تميزت السنوات الأخيرة بتطور تكنولوجيا المعلومات التي ساهمت في تحليل ومعالجة سطح التضاريس باسلوب تقني متطور، من خلال التكامل بين نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، والتي اتسمت بالسرعة والإنجاز والدقة في النتائج مقارنة بالوسائل التقليدية، وكشف العلاقة الارتباطية بين مناسيب سطح الأرض ودرجة واتجاه الانحدار والأشكال التنموية المختلفة.
ويتصف منخفض وادي النطرون بشخصية متميزة تجعله كياناً مستقلاً طبيعياً وبشريا، حيث أثرت خصائص سطح الأرض على توزيع التجمعات العمرانية بالمنخفض والتي ارتبطت بشكل مباشر بقاعه، بالإضافة إلى استغلال الأراضي ذات الانحدار الهين في عمليات الاستصلاح الزراعي، مما جذب أعدادًا كبيرة من السكان صاحبها زيادة في الأنشطة التنموية المختلفة، مما أثر على تغير الملامح الجيومورفولوجية للمنخفض من خلال تدخل الإنسان في إزالة أجزاء من التلال واستغلالها في مد الطرق خلالها، وإقامة المنشآت الصناعية والتجمعات العمرانية.
ويمتد منخفض وادي النطرون في شكل طولي من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي على الهوامش الشمالية الشرقية للصحراء الغربية، فيما بين دائرتي عرض 15 َ 30 ْ و 33 َ 30 ْ شمالاً، وبين خطى طــــول 59 َ 529 و 30 َ 530 شرقاً، ومن ثم يصل أقصى امتداد للمنخفض من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي 56كم تقريباً، ويتراوح عرضه بين 7كم و 24كم، وتبلغ مساحته نحو 839 كم2. ويتبع محافظة البحيرة إدارياً، بحيث يقع في منتصف المسافة تقريباً بين القاهرة والإسكندرية؛ فطرفه الجنوبي يبعد عن القاهرة بحوالي 60كم ويبعد طرفه الشمالي الغربي عن الإسكندرية بحوالي 70كم (شكل1).
هدف الدراسة:
التعرف على الخصائص التضاريسية لمنخفض وادي النطرون وأثرها على التنمية بأشكالها المختلفة سواء زراعية أو عمرانية أو صناعية من خلال تكامل نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
|