تبلورت مشكلة الدراسة في تدني مهارات عمليات العلم الأساسية لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الإعدادية مما يتطلب استخدام استراتيجية تدريس مناسبة لتنمية هذه المهارات وتم تحديدها في صورة سؤال رئيسي وهو "ما فعالية استراتيجية التدريس القائمة على نموذجي تحليل المهمة والتدريب على العمليات العقلية على تنمية بعض مهارات عمليات العلم الأساسية لدى التلاميذ المعاقين سمعيا في لمرحلة الإعدادية ؟ وقد تفرع من المشكلة الرئيسية للدراسة عدة أسئلة فرعية تبحث في مجملها عن ماهية استراتيجية التدريس القائمة على نموذجي تحليل المهمة وتدريب العمليات العقلية بمدارس الأمل وعن أثر هذه الاستراتيجية على التحصيل وتنمية بعض مهارات عمليات العلم الأساسية لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي المعاقين سمعياً .
لذا فقد قام الباحثان بإعداد الإستراتيجية المقترحة القائمة على تحليل المهمة والتدريب على العمليات العقلية وقد مرت بمجموعة من المراحل هي: تحديد أسس الإستراتيجية المقترحة:نظراً لطبيعة التلاميذ المعاقين سمعياً في المرحلة الإعدادية والذين يعانون من صعوبات في الانتباه، والتذكر، والإدراك، و مراعاة اتخاذ مجموعة من الإجراءات عند التدريس لهذه الفئة وهي: توجيه الانتباه نحو المثيرات الهامة من خلال أوراق عمل التلاميذ. وتوظيف الحواس الأخرى غير السمع لزيادة نسبة الإنجاز التحصيلي .ومراعاة أن تتلاءم الأنشطة المختلفة مع مهارات عمليات العلم المحددة- موضع الدراسة. مراعاة العلاقة الوثيقة بين الأهداف والمحتوي والأنشطة المستخدمة والوسائل التعليمية وإستراتيجيات التدريس المستخدمة عند استخدام دليل المعلم وأوراق عمل التلاميذ وفقاً لنموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية.
وأيضا استخدام إستراتيجيات وطرائق التدريس المختلفة: في ضوء مفهوم تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية، تم تحديد إستراتيجيات التدريس لكل درس وفقاً للمهام المحددة والعمليات العقلية المختلفة ( في دليل المعلم) مثل التدريس الفردي الإرشادي – الحوار- والمناقشة الإستنتاجية – التعلم البصري الإستراتيجيات المعتمدة علي التصور البصري المكاني ومنها الرسوم التوضيحية التأمل الذاتي – خرائط المفاهيم وعن أساليب التقويم المستخدمة في الإستراتيجية المقترحة: تم استخدام نوعين من أساليب التقويم وهما التقويم التكويني وتتضمن: الملاحظة المستمرة لأداءات وسلوكيات التلاميذ المعاقين سمعياً في مواقف واقعية – تم إعدادها في دليل المعلم- وتقديم التقرير الفوري في ضوء هذه الملاحظة. إعداد اختبارات تكوينية في نهاية كل درس من دروس الوحدة المختارة وفق أهداف الدرس.* التقويم النهائي: وتتضمن الاختبار التحصيلي ـ اختبار عمليات العلم.
وبإعداد الإستراتيجية المقترحة يكون قد تمت الإجابة عن السؤال الثاني وهو "ما إستراتيجية التدريس القائمة علي نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية بمدارس الأمل؟
2- بناء لإستراتيجية المقترحة: في ضوء الأدبيات والدراسات السابقة التي تناولت نموذج تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية. وطبيعة المعاقين سمعياً وخصائصهم المختلفة. وكذلك عمليات العلم، قام الباحثان بتحديد مراحل الإستراتيجية والتي توضح كيفية تنفيذها وفقاً لنموذج تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية كما يلي: أ- اختيار وحدة العلوم التي سيتم إعدادها وفق نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية: تم اختيار الوحدة الأولي "وحدة المادة" المقررة علي تلاميذ الصف الثاني الإعدادي المهني وهي نفسها التي تدرس للتلاميذ المعاقين سمعياً ة.
ب- تحديد المهمات التي يمكن تقديمها للمعاق سمعياً: في ضوء تحديد مضمون الوحدة المختارة- أمكن تحديد المهمات التي يمكن تقديمها للعينة المختارة، لمقابلة احتياجاتهم الفردية. والتي ستكون النقطة الأساسية للمعلم، والتي منها سيبدأ تدريسه لموضوع الدرس وفقاً لنموذج تحليل المهمة والذي أمكن تحديد خطوات استخدامه في عملية التدريس كما هو موضح في الإطار النظري. ودليل المعلم المعد لذلك.
ج- وتحديد الأنشطة التي تسهم في تنمية العمليات العقلية لدي المعاق سمعياً: في ضوء مفهوم عمليات العلم الأساسية أيضاً، تم استخدام مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تلائم كل عملية من هذه العمليات (الملاحظة – الاستنتاج – التنبؤ- الاتصال- القياس – التصنيف...) وهي التي تحددها سابقاً، وقد تمثلت هذه الأنشطة في: نشاط الملاحظة: وكان يتمثل في ملاحظة واستخدام الحواس الأخرى غير السمع في وصف الأشياء ولمسها وتحديدها في صورة مصورات أو شفافيات علي جهاز العرض فوق الرأس.وأوراق عمل تتضمن أنشطة في صورة نماذج. مثل نموذج المجموعة الشمسية لتشبيه للذرة- أو رسم أشكال تخطيطية لذرات بعض العناصر – واستخدام اليدين في إعدادها وتصميمها وفحصها. إجراء التجارب العملية ، وفقاً لطبيعة الموضوعات مثل تحديد نوعية الأملاح- وتمييزها عن المركبات الأخرى مثل الأحماض- وكتابة الرموز الكيميائية التي تعبر عن ذلك.
ولما كان الهدف من الإستراتيجية المقترحة هو تنمية بعض عمليات العلم الأساسية لدي التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الإعدادية ، فإنه تم مراعاة مجموعة من الأسس العامة عند استخدام هذه الإستراتيجية عند التدريس كما يلي: - إعداد دليل المعلم لتدريس الوحدة المختارة باستخدام الإستراتيجية المقترحة: حرص الباحثان علي إعداد دليل * المعلم "ليكون بمثابة مرشد وموجه له يساعده علي أداء رسالته ويقدم له الإشارات التي تساعده في تحقيق الأهداف العامة للإستراتيجية، والأهداف الإجرائية موضوعات الوحدة المختارة، أعد الباحثان أوراق عمل تتضمن التدريبات والأنشطة التي يقومون بممارستها خلال تدريس الوحدة المختارة ومن بين هذه الأوراق. كروت وأوراق بها صور الأشياء الجامدة غير الحية والغير حية والرسوم التخطيطية لذرات بعض العناصر واللوحات الموضحة لتوزيع الإلكترونات لذرات بعض العناصر بصورة منسقة. أوراق لتسجيل الممارسات والأنشطة التي يقومون بها كالرسم الحر والتدريب علي كيفية رسم نماذج للتوزيع الإلكتروني لذرات العناصر ورموز العناصر والمركبات المختلفة. وبعد إعداد دليل المعلم وكتاب التلميذ تم عرضهما معاً علي مجموعة من المحكمين للتعرف علي مدي ملاءمتها للتلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الإعدادية ومدي ملاءمة أسلوب العرض واللغة المستخدمة وما يتضمنه المحتوي من معينات بصرية وأنشطة تلاءم هؤلاء التلاميذ وفقاً للإستراتيجية المقترحة القائمة علي نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية.
و في ضوء أهداف الدراسة الحالية، أعد الباحثان الأدوات الآتية:اختبار تحصيلي في الوحدة المختارة. واختبار مهارات عمليات العلم الأساسية. - تم اختيار مجتمع الدراسة من تلاميذ مدرسة الأمل ببنها، محافظة القليوبية المجموعة التجريبية (15) تلميذاً وتلميذة ومن بين تلاميذ مدرسة النور والأمل بشبين الكوم، محافظة المنوفية المجموعة الضابطة ، وقد بلغت قوامها (13) تلميذاً وتلميذة. وتم التطبيق القبلي لأدوات الدراسة تم تطبيق أدوات الدراسة قبل التجريب علي مجموعتي الدراسة الضابطة والتجريبية من التلاميذ المعاقين سمعياً المتمثلة في الاختبار التحصيلي واختبار مهارات عمليات العلم – وذلك بهدف تحديد مستوي أداء التلاميذ المستهدفين علي تلك الأدوات قبل إجراء المعالجة التجريبية حني يتمكن الباحثان من التعرف علي دلالة الفروق بين متوسطي درجات التلاميذ علي هذه الأدوات قبل تدريس الإستراتيجية المقترحة في ضوء تحليل المهام والتدريب علي العمليات العقلية.
- تدريس الوحدة لعينة الدراسة المستهدفة: قام مدرس الفصل بتدريس وحدة "المادة" المختارة من كتاب "أنت والعلوم" والمقررة علي تلاميذ الصف الثاني الإعدادي- المعاقين سمعياً لمجموعة الدراسة التجريبية بمعهد الأمل ببنها وفقاً للإستراتيجية المقترحة القائمة علي نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية باستخدام دليل المعلم الذي أعد خصيصاً لذلك- وموازي لكتاب التلميذ والذي تضمن أوراق عمل وقد روعي في إعدادها استخدام المعينات البصرية والتجارب العملية- والأنشطة المتعددة والمصورات المختلفة، وقد استغرق تدريس الوحدة (15) حصة بواقع حصتين لثلاث أسبوعياً وذلك في الفصل الدراسي الثاني من العام 2004/2005م وذلك بعد الجلوس مع المعلم جلستين قبل التطبيق لتقديم بعض التوجيهات والإرشادات الخاصة وتوضيح ماهية الإستراتيجية المقترحة وكيفية تنفيذها باستخدام دليل المعلم المعد لذلك، والاستعانة بدليل التلميذ وأوراق العمل التي أعدت خصيصاً وفقاً للإستراتيجية المقترحة أن عدد الحصص المخصصة لتدريس الوحدة المقترحة (15) حصة مع الأخذ في الاعتبار الاستعانة ببعض حصص الأنشطة والتربية الرياضية في المراجعات وتطبيق الاختبارات التحصيلية. و تم تطبيق أدوات الدراسة المتمثلة في اختبار التحصيلي في جوانب التعلم المتضمنة الوحدة المختارة "المادة" من كتاب "أنت والعلوم" – للصف الثاني الإعدادي. واختبار عمليات العلم في أبعاده (الملاحظة – التصنيف – الاستنتاج – التنبؤ – القياس – الاتصال" علي مجموعتي الضابطة والتجريبية وبعد الانتهاء من تدريس الوحدة.
وفيما يلي عرض لأهم النتائج التي تم التوصل إليها للإجابة عن أسئلة البحث وللتحقق من صحة فروضه.
أولاً: نتائج التطبيق القبلي لأدوات الدراسة: تم تطبيق أدوات الدراسة (الاختبار التحصيلي واختبار مهارات عمليات العلم) علي كلا المجموعتين التجريبية والضابطة قبل تدريس الوحدة المختارة باستخدام الإستراتيجية المقترحة وذلك للحصول علي المعلومات القبلية لبيان مدي تكافؤ المجموعتين وجدول (4) يبين نتائج التطبيق القبلي. يتبين من جدول (4) عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة عند مستوي (0.01) في التطبيق القبلي لأدوات الدراسة (الاختبار التحصيلي واختبار مهارات عمليات العلم وذلك يبين أن هناك تكافؤاً بين المجموعتين من حيث مستوياتهم في الاختبار التحصيلي واختبار مهارات عمليات العلم وذلك قبل تنفيذ وتدريس الوحدة المختارة وفقاً للإستراتيجية المقترحة.
ثانيا: نتائج التطبيق البعدي :
1- النتائج الخاصة بالاختبار التحصيلي: اختبار صحة الفرض الأول: ينص الفرض الأول علي أنه: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي للاختبار التحصيلي ولصالح المجموعة التجريبية.
يتضح من جدول (5) وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوي (0.01) بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة ولصالح المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي للاختبار التحصيلي . وبهذا يتم قبول الفرض الأول. كما يتضح أن حجم وقوة تأثير المتغير المستقل وهي الإستراتيجية المقترحة القائمة علي نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية- كبير مقارنة بالطريق المعتادة في التدريس. ويمكن إرجاع ذلك إلي أن استخدام المجموعة التجريبية للإستراتيجية المقترحة والقائمة علي تحليل المهمة وتدريب العمليات العقلية أثناء دراستها لوحدة "المادة" واستخدام أوراق العمل الخاصة بالتلاميذ والتنوع في الأنشطة والمهام المقدمة لهم في ضوء خصائصهم وظروفهم واحتياجاتهم قد أسهم بدرجة كبيرة في تنمية مستوي تحصيلهم الدراسي أفضل من الطريقة العادية ويتفق هذا مع دراسة عبد القادر محمد عبد القادر (2001) والتراث النظري في هذا الشأن .
2- النتائج الخاصة باختبار مهارات عمليات العلم:اختبار صحة الفرض الثاني والذي ينص علي أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لاختبار مهارات عمليات العلم ولصالح المجموعة التجريبية.. وبهذا يتم قبول الفرض الثاني. كما يتضح أن حجم تأثير المتغير المستقل وهي الإستراتيجية المقترحة القائمة علي نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية- كبير وكذلك قوة التأثير مقارنة بالطريقة المعتادة في التدريس.وفي ضوء ذلك فإن الإستراتيجية الحالية تتصف بالفعالية في تنمية عمليات العلم ويمكن أن ترجع هذه الفعالية في تنمية عمليات العلم إلي تدريب التلاميذ المعاقين سمعياً علي ممارسة هذه العمليات خلال عملية التدريس، فقد أتاحت التدريس بالإستراتيجية الأنشطة والتجارب- وتحديد المهام المختلفة لهؤلاء التلاميذ الفرصة للملاحظة الدقيقة ووصف التفاصيل التي يرونها سواء خلال مشاهدتهم للمعينات البصرية والأدوات والتجارب والأنشطة المختلفة، وكذلك التدريب علي استخدام أدوات القياس واستخدامها في مواقف عديدة والتعبير عن أفكارهم للآخرين سواء بالإشارات أو بحركات جسمية معينة تساعد علي اتصالهم بالآخرين، وكذلك أتيحت الفرصة لهذه العينة لممارسة مهارات التصنيف وتقسيم المعلومات أو الأفكار إلي فئات والمعايير في ضوئها ثم التصنيف، وكذلك مهارة الاستنتاج التي من خلالها يستطيعون الوصول إلي معلومات معينة في ضوء ما سبق لهم دراسته أو معرفته.
توصيات الدراسة: في ضوء ما أشارت إليه نتائج الدراسة الحالية من فعالية الإستراتيجية المقترحة القائمة علي نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية، فإن الدراسة الحالية توصي بما يلي:
1- تدريب المعلمين علي كيفية استخدام نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية في التدريس لجميع المراحل.
2- إعداد دليل معلم للتلاميذ المعاقين سمعياً وكذلك العاديين في ضوء نموذجي تحليل المهمة والتدريس علي العمليات العقلية.
3- الاهتمام بعرض وإعداد الدروس اليومية باستخدام نماذج تهتم بعمليات التفكير والقدرات العقلية.
دراسات مقترحة: في ضوء نتائج الدراسة الحالية، يقترح الباحثان إجراء الدراسات والبحوث التالية:
1- دراسة عن فعالية التدريس باستخدام نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية في تنمية عمليات العلم التكاملية.
2- دراسة فعالية الإستراتيجية المقترحة في الدراسة الحالية في تنمية التفكير الناقد لدي فئات أخري من التلاميذ كالموهوبين.
3- دراسة عن أثر استخدام نموذجي تحليل المهمة والتدريب علي العمليات العقلية علي الاتجاهات العملية لدي التلاميذ المعاقين سمعياً.
|