تبلورت مشكلة البحث في تدني مستوى مهارات استخدام أجهزة العروض الضوئية لدى طلاب العلوم قبل الخدمة خلال تدريسهم لمادة العلوم والذي يمكن تحديدها في تساؤل رئيسي وهو " ما فعالية برنامج تدريبي قائم على التدريس المصغر لتنمية مهارات استخدام أجهزة العروض الضوئية عند تدريس العلوم وأثره على تحصيل تلاميذهم ؟ وتفرع من هذا التساؤل عدة أسئلة فرعية وهي ما مدى تمكن الطلاب في تشغيل أجهزة العروض الضوئية أثناء تدريس العلوم ؟ وما فاعلية البرنامج التدريبي المقترح والقائم على التدريس المصغر على إلمام الطلاب المعلمين بالجوانب المعرفية المرتبطة باستخدام أجهزة العروض الضوئية و على كل من الأداء العملي والتدريسي وأثره على تحصيل تلاميذهم.
لذا قام الباحث للإجابة عن أسئلة البحث والتحقق من صحة فروضه أتبع الباحث الإجراءات التالية
أولاً: إعداد قائمة مهارات استخدام وتشغيل الأجهزة التعليمية: قام الباحث بإعداد قائمة بمهارات استخدام وتشغيل أجهزة العروض الضوئية ، وقد اشتملت القائمة علي مهارات استخدام وتشغيل الأجهزة التعليمية موضع البحث (جهاز عرض الشفافيات- جهاز عرض المواد المعتمة- جهاز الشرائح الشفافة 2 × 2 بوصة)، ولإعداد هذه القائمة تطلب ذلك الآتي تحديد المهارات.وتحليلها حيث يمكن الاستفادة من تحليل المهارة في تحديد نوع الأداء الذي يحدد كل مهارة فرعية، ومستوي صعوبة كل منها، كما أن كل مهارة فرعية يمكن التدريب عليها بصفة منفصلة وذلك للكشف عن نقاط القوة ونقاط الضعف والاستفادة من الحالتين لهذا قام الباحث بتحليل مهارات استخدام وتشغيل الأجهزة التعليمية إلي مجموعة الأداءات الفرعية، و بعد تحديد المهارات وتحليلها تم وضع قائمة استخدام وتشغيل الأجهزة التعليمية كالتالي:
1- مهارات استخدام وتشغيل جهاز عرض الشفافيات.
2- مهارات استخدام وتشغيل جهاز عرض المواد المعتمة.
3- مهارات استخدام وتشغيل- جهاز الشرائح الشفافة الفوتوغرافية.
وقام الباحث ببناء برنامج وهو من أهم الخطوات الإجرائية في تصميم وإعداد البرامج التعليمية لدي طلاب شعبة العلوم وذلك باستخدام أسلوب التدريس المصغر علي النحو التالي: 1- أهداف البرنامج: تعد عملية تحديد الأهداف التعليمية لأي برنامج من أهم الخطوات الإجرائية في تصميم وإعداد البرامج التعليمية، فهي تفيد في تحديد: عناصر المحتوي التعليمي المناسب.اختيار الوسائل والأساليب المناسبة لتحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج. وسائل وأساليب القياس المناسبة.وضوح الرؤية أمام الطلاب والمعلمين.تحديد السلوك النهائي للمهارة. التفكير فيما يتوقع من الطلاب أن يحققوه من نتائج التعلم علي مستوي أكثر تحديدا.تنظيم عناصر محتوي البرنامج وتتابعه.، تحديد طرق التدريب الهادفة.
2- أسس بناء البرنامج: الإطلاع علي نتائج البحوث والدراسات السابقة والتي أظهرت مدي أهمية التدريس الصغر في تدريب الطلاب المعلمين علي مهارات استخدام وتشغيل الأجهزة التعليمية.والمقابلة الشخصية مع عينة من أساتذة المناهج وطرق التدريس وأخصائي تكنولوجيا التعليم للتعرف منهم علي أهم الطرق التي يمكن تدريب الطلاب المعلمين عليها. دراسة طبيعة مادة الوسائل التعليمية و التعرف علي خصائص نمو الطلاب المعلمين والتلاميذ.
3- محتوي البرنامج: أشتمل محتوي البرنامج علي:نموذج مطبوع (مكتوب) عن المهارات موضع التدريب للطلاب. عرض عملي عن المهارات موضوع التدريب يتم تقديمها بواسطة المشرف علي البرنامج. وكل ما يتعلق بالجوانب المعرفية والمهارية لأجهزة العروض الضوئية .
4- أساليب التقويم: مر تقويم البرنامج بثلاث مراحل وهي: مرحلة التقويم التمهيدي و مرحلة التقويم البنائي: وذلك من خلال تقويم أداء الطلاب المعلمين في أثناء مرحلة التطبيق الفردي. و مرحلة التقويم النهائي :وذلك من خلال تقويم أداء الطلاب المعلمين في أثناء مرحلة التطبيق الجمعي وفق بطاقة الملاحظة التي تم تدريبهم بموجبها. وبخصوص إعداد أدوات البحث: تم إعداد 1- اختبار في الجوانب المعرفية المرتبطة بالأجهزة المختارة 2- بطاقة ملاحظة أداء الطلاب المعلمين عند تشغيل واستخدام أجهزة العروض الضوئية 3- اختبار تحصيلي في مادة العلوم لتلاميذ الصف الأول الإعدادي . 4- بطاقة ملاحظة الأداء التدريسي للطلاب المعلمين أثناء تدريسهم للعلوم باستخدام الأجهزة المختارة .
: إجراء تنفيذ التجربة وتطبيق البرنامج: 1- اختيار عينة البحث: تم اختيار عينة البحث من الطلاب المعلمين بالفرقة الثالثة شعبتي الطبيعة والكيمياء وعددهم (14) والبيولوجي وعددهم( 16). -2-تم تدريب أفراد العينة علي استخدام الأجهزة لتحسين الأداء العملي عند تدريسهم للعلوم كالآتي: استعان الباحث (باثنين من المعيدين ) من قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية ببنها، وهما اللذان أسند إليهما الإشراف علي مجموعات برنامج التدريس المصغر لتنمية مهارات تشغيل واستخدام الأجهزة التعليمية في تدريس العلوم ، بحيث يقوم كل مشرف متهما بأداء المهارة بعناصرها كاملة كما ينبغي أن يؤديها الطالب بعد التدريب عليها. وقد سار التدريب وفق مراحل متعددة نوجزها فيما يلي: أ- التعريف بالمهارات:( التركيز على مهارات التشغيل والاستخدام من خلال مهارات تدريس العلوم تم تقديم نموذج مطبوع للطلاب عن مهارات تشغيل واستخدام الأجهزة التعليمية، وذلك لتعريف الطلاب بالجانب المعرفي عن المهارات وكيفية أدائها، ونموذج عن المهارات التدريسية الواجب تنفيذها خلال تدريس العلوم والتي يتم استخدامها في التدريب الميداني ، وقد تم أيضاً تقديم نموذجاً حياً لهذه المهارات لتوضيح الجانب الأدائي المشاهد للطلاب، هذا وقد أعتبر الباحث عملية تصوير أداء الطلاب بواسطة الفيديو نموذجاً مصوراً للطالب المتدرب "ذاته" عند أدائه للمهارة نفسها، ونموذجاً للطلاب الآخرين في مجموعة التدريس المصغر.
ب- أساليب التدريب بالتدريس المصغر: تم التدريب علي مهام البرنامج داخل معمل الوسائل التعليمية بالكلية، وقد استطاع الباحث توفير الوقت المناسب لتدريب الطلاب المعلمين في الأوقات التي ليست بها محاضرات، وقد تم توفير النماذج المطبوعة والحية للطلاب المعلمين ، وقبل البدء في عملية التدريب تم عمل لقاءات مع أفراد العينة كل علي حدة في ميعاد مختلف، وذلك لتعليم وتدريب الطلاب المعلمين علي استخدام التدريس المصغر المستخدم وفي ضوء ذلك قام الباحث بإعداد بطاقة الملاحظة لتطبيقها علي الطلاب قبل وبعد التدريب علي البرنامج ، وقد كان الباحث مع الطلاب خطوة بخطوة كالتالي: يبدأ الطالب بالتعرف علي المهارة المطلوب التدريب عليها عن طريق النموذج المطبوع. مشاهدة نموذج حي للمهارة. يحضر الطالب موضوع الدرس الذي سينفذه في التربية العملية في وقت لاحق .يقوم الطالب بالإعداد لأداء المهارة ( الخاصة بتشغيل واستخدام الأجهزة المختارة) التي يتم تدريبه عليهاوالخاصة بالأداء التدريسي . يبدأ الطالب في أداء المهارة بالممارسة الفعلية لها أمام عدد من الزملاء .يتم تسجيل أداء الطالب بواسطة الفيديو.تبدأ عملية التغذية الراجعة بعد انتهاء الأداء من خلال التعرض للنقد الذاتي من جانب الطلاب زملائه والمعلم والطالب نفسه. تبدأ عملية التقويم بواسطة المشرف باستخدام بطاقة الملاحظة يوضح فيها الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية في الأداء وبعد الانتهاء تسلم الاستمارة للطالب للإطلاع عليها. يبدأ الطالب في أداء المهارة مرة أخري أمام زملائه ويتم تسجيل الأداء بالفيديو أيضاً حتى يتم إتقان المهارة. تدريب طلاب المجموعة عن طريق التدريس المصغر علي استخدام الأجهزة التعليمية الضوئية في تدريس العلوم ( الموضوعات المكلفين بها لتدريسها في مدارس التدريب ) تم تقسيم الطلاب داخل المجموعة إلي أربع مجموعات عدد كل منها ( 8) يتم تدريب كل مجموعة من المجموعات الأربع علي المهارات في وقت مختلف عن المجموعات الأخرى. تم تدريب كل طالب علي حدة من الطلاب الثمانية في المجموعة الواحدة من المجموعات الأربعة وتمت ملاحظة أداء الطلاب للمهارة من قبل مشرفين (معيدين) من قسم المناهج وطرق التدريس وفيما يلي ملخص لأهم النتائج
أولاًً: نتائج الاختبار التحصيلي في الجوانب المعرفية المرتبطة بأجهزة العروض الضوئية :
اختبار صحة الفرض الأول : الذي ينص على " يسهم البرنامج التدريبي القائم على التدريس المصغر إسهاماً جوهرياً عند .05و ≥ αفي إلمام الطلاب المعلمين بالجوانب المعرفية المرتبطة بتشغيل أجهزة العروض الضوئية " وللتحقق من صحة هذا الفرض أستخدم الباحث اختبار ( ت) للعينة الواحدة توصل الباحث أن هناك فروقاً دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 05, بين متوسطي التمكن لصالح التطبيق البعدي حيث أرتفع تمكن المجموعة من ( أقل من 50% إلى أكبر من 80% ) وبذلك يقبل الفرض البحثي الثاني .ولقياس مدى إسهام البرنامج التدريبي باستخدام التدريس المصغر في إلمام الطلاب المعلمين للجوانب المعرفية المرتبطة بأجهزة العروض الضوئية ، أستخدم الباحث اختبار ( ت ) للعينتين المرتبطتين لحساب حجم التأثير نجد أنه كبير وهذا يؤكد لنا فعالية التدريب باستخدام التدريس المصغر في تمكن الطلاب المعلمين في الإلمام الجوانب المعرفية المرتبطة بأجهزة العروض الضوئية حيث معدل النمو أكبر من 30% وهذا يعني أن 93% من معدل النمو يرجع إلى أثر البرنامج التدريبي .
ثانياً: نتائج بطاقة ملاحظة الأداء العملي في تشغيل أجهزة العروض الضوئية : للتحقق من صحة الفرض الأول والذي نصه " يسهم البرنامج التدريبي القائم على التدريس المصغر أسهاماً جوهرياً عند 5., ≥ α في تحسين الأداء العملي للطلاب المعلمين عند تشغيل أجهزة العروض الضوئية " ، أستخدم الباحث اختبار ( ت) للعينة الواحدة لمعرفة دلالة الفرق بين متوسطي درجات التطبيق القبلي والبعدي في بطاقة ملاحظة الأداء العملي وتبين أن هناك فروقاً دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 05, بين متوسطي التمكن لصالح التطبيق البعدي حيث أرتفع تمكن المجموعة من ( أقل من 50% إلى أكبر من 80% ) وبذلك يقبل الفرض البحثي الأول .ولقياس مدى إسهام البرنامج التدريبي باستخدام التدريس المصغر في معدل هذا النمو : أستخدم الباحث اختبار (ت) للعينتين المرتبطتين لحساب حجم التأثير ، نجد أنه كبير وهذا يؤكد لنا فعالية التدريب باستخدام التدريس المصغر في تمكن الطلاب المعلمين في تشغيل واستخدام أجهزة العروض الضوئية حيث معدل النمو أكبر من 30% وهذا يعني أن 96% من معدل النمو يرجع إلى أثر البرنامج التدريبي .
ثالثا: نتائج بطاقة ملاحظة الأداء التدريسي في تدريس العلوم للطلاب المعلمين أثناء تشغيل أجهزة العروض الضوئيةللتحقق من صحة الفرض الثالث والذي نصه " يسهم البرنامج التدريبي باستخدام التدريس المصغر أسهاماً جوهرياً عند 5., ≥ α في تحسين الأداء التدريسي للطلاب المعلمين أثناء تدريس مادة العلوم باستخدام أجهزة العروض الضوئية " أستخدم الباحث اختبار ( ت) للعينة الواحدة لمعرفة دلالة الفرق بين متوسطي درجات التطبيق القبلي والبعدي في بطاقة ملاحظة الأداء التدريسي تبين أن هناك فروقاً دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 05, بين متوسطي التمكن لصالح التطبيق البعدي حيث أرتفع تمكن المجموعة من (من 50% إلى أكبر من 80% ) وبذلك يقبل الفرض البحثي الثالث ولقياس مدى إسهام البرنامج التدريبي باستخدام التدريس المصغر في معدل هذا النمو أستخدم الباحث اختبار ( ت) للعينة المرتبطة لحساب حجم التأثير وأشارت النتائج بأنه كبير وهذا يؤكد لنا فعالية التدريب باستخدام التدريس المصغر في تمكن الطلاب المعلمين في الإلمام بالجوانب المعرفية المرتبطة بأجهزة العروض الضوئية حيث معدل النمو أكبر من 40%وهذا يعني أن 98% من معدل النمو يرجع إلى أثر البرنامج التدريبي .
رابعا : نتائج اختبار تحصيل تلاميذ الصف الأول الإعدادي
للتحقق من صحة الفرض الرابع والذي نصه " تمكن الطلاب المعلمين في أستخدم أجهزة العروض الضوئية ذو تأثير فعال عند 05, ≥ α على تحصيل تلاميذهم في مادة العلوم " أستخدم الباحث اختبار ( ت) للعينة الواحدة وتوصل للنتائج التالية :تبين أن هناك فروقاً دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 05, حيث وصل مستوى التمكن إلى أكبر من 80% ) وبذلك يقبل الفرض البحثي الرابع. يتضح من نتائج اختبار فروض الدراسة الحالية : أن البرنامج التدريبي القائم على التدريس المصغر ساهم وبشكل فعال في :أ ) إلمام الطلاب المعلمين بالجوانب المعرفية المرتبطة بتشغيل أجهزة العروض الضوئية ، و قد يرجع هذا إلى أنهم تلقوا تدريباً وافيا من خلال المهارات المحددة التي تم إعدادها في ضوء الأهداف العامة للبرنامج والخاصة لكل مهارة على حده
ب ) فعالية البرنامج في تحسين أداء الطلاب المعلمين في مهارات تشغيل أجهزة العروض الضوئية أثناء تدريس العلوم - قد يرجع ذلك إلى أن البرنامج التدريبي المعد باستخدام التدريس المصغر وفر التدريب العملي في مهاراته الثلاث ( قبل التشغيل – وأثناء التشغيل – وبعد التشغيل) بصورة كافية وفق فلسفة التدريس المصغر وأساسياته وساعد أيضاً في تحسين الأداء التدريسي للطلاب المعلمين أثناء تدريس العلوم
ج) تمكن الطلاب المعلمين من مهارات تشغيل أجهزة العروض الضوئية أثناء تدريس العلوم له تأثير فعال على تحصيل تلاميذهم حيث يؤخذ تحصيل التلاميذ كناتج من نواتج التعلم كمؤشر لنجاح الطلاب المعلمين في أدائهم عند تدريس العلوم قد يرجع ذلك إلى زيادة خبرة هؤلاء الطلاب المعلمين في اكتسابهم مهارات طرق وأساليب التدريس مع استخدام الأجهزة التعليمية بصورة محددة من خلال التدريب بأسلوب التدريس المصغر .
وفي ضوء نتائج البحث يوصي الباحث بما يلي :
1- تعميم استخدام أسلوب التدريس المصغر في تدريب الطلاب المعلمين علي الأجهزة التعليمية الضوئية وغير الضوئية، نظراً لما لهذا الأسلوب من تأثير إيجابي علي اكتساب وتنمية الأداء العملي لدي طلاب كليات التربية بصفة عامة وتدريس العلوم بصفة خاصة ..
2- تضمين مادة التدريس المصغر في برامج الدراسة لكل الشعب بكليات التربية ويجب أن تهتم كليات التربية بتوفير معامل للتدريس المصغر تكون مجهزة بالأدوات والأجهزة التي يحتاج إليها التدريس المصغر.
3- عمل دليل للطالب المعلم يتضمن جميع المهارات الواجب توافرها عند استخدامهم للأجهزة التعليمية عند تدريس التخصصات المختلفة وخاصة العلوم .
1- العناية بالمناقشة والتوجيه والإرشاد والتعزيز للنقاط الإيجابية وعلاج النقاط السلبية في إجراء أسلوب التدريب المصغر.
4- إجراء دراسات أخرى باستخدام التدريس المصغر في تنمية مهارات التفكير الناقد في ضوء أهداف مادة التخصص .
|