الهوية الوطنية :
يميل الباحث إلى تسمية الهوية القومية بالهوية الوطنية ، وذلك لأن مصطلح القومية Nationalism مقيد عن مصطلح الوطنية بلفظPatriotism , لإنك تستطيع وفق مصطلح الوطنية عزل أو استبعاد بعض العوامل التي يرى القوميون أنها لا يمكن أن تستبعد عن سياق القومية مثل(اللغة-الدين-الأثنوجرافيا). لإن الوطنية: تعني الهوية والولاء لدولة,أما القومية: فتستند إلي اللغة والأصل العرقي كأساس للهوية .
أهداف الدراسة : تهدف هذه الدراسة إلى :-
o الكشف عن وجود هوية وطنية مصرية .
o الكشف عن مكونات تلك الهوية .
o بناء أداة قياس سيكومترية تستخدم للتقدير الكمي لمستوى تلك الهوية .
o اختبار مدى فاعلية برنامج إرشادي جماعي في زيادة مستوى الهوية الوطنية المصرية لدى عينة من طلاب الجامعة .
فروض الدراسة :
الفرض الأول : لا تتخذ بيانات الافراد في الهوية الوطنية المصرية شكل التوزيع الاعتدالي في حالة تقديريها بمقياس الهوية الوطنية المصرية .
الفرض الثاني: لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات الافراد المشتركين في البرنامج الارشادي المقدرة على مقياس الهوية الوطنية المصرية قبل وبعد تطبيق البرنامج الارشادي .
الدراسة التطبيقية :
أولاً : المشاركون فى الدراسة:
**عينة التقنين :عينة تقنين مقياس الهوية الوطنية المصرية ، بلغت (120) طالب وطالبة من طلاب الاقسام المختلفة لكلية التربية النوعية ، جامعة بنها ، من طلاب الفرقتين الثانية والثالثة في المرحلة العمرية (18-20سنة ) بمتوسط عمر (19.2) وانحراف معياري (6.42) .
**عينة التشخيص :و تشمل الطلاب المشاركين في البرنامج العلاجي،و بلغت (474) طالب وطالبة من طلاب الاقسام المختلفة لكلية التربية النوعية ، جامعة بنها ، من طلاب الفرقتين الثانية والثالثة في المرحلة العمرية (18-20) بمتوسط عمر(19.1) وانحراف معياري (6.65) .
**عينة البرنامج الارشادي :عينة البرنامج الارشادي وتبلغ (12) طالب وطالبة ممن حصلوا على درجات ما بين (60-90) درجة على مقياس الهوية الوطنية المصرية وهي تمثل مستوى ضعيف على المقياس وقد تم اختيارهم عشوائياً من مجموع (56) طالب وطالبة قد حصلوا على درجات ما بين (60-90) درجة على مقياس الهوية الوطنية المصرية.
ثانيا: أداة الدراسة: وتشتمل الدراسة على الأداة التالية:-
مقياس الهوية الوطنية المصرية ( إعداد/ الباحث ) .
الأساس النظرى: يستند المقياس فى بنائه النظرى إلى ما طرحته الدراسة فى إطارها النظرى عن الهوية الوطنية المصرية ، و كذلك الإستفادة من المقاييس التالية :
- مقياس الهوية الثقافية للمراهقين , ابتهاج عبد القادر , 1996 .
- مقياس الهوية المصرية , محمد ابراهيم عيد , 1999 .
- مقياس الهوية السياسية , عصام حسين , 1991 .
أبعاد المقياس : استخلص الباحث من الإطار النظرى و الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الهوية الأبعاد التالية :
بعد التراث القومى : و يعنى الانتماء لتاريخ الوطن و عاداته و تقاليه ، و ك1لك الالتزام بإداء المظاهر التى تدل على ذلك ( مثل ، التمسك بالنظم و الأعراف المجتمعية ، و كذلك احترام النشيد الوطنى ، و العلم، و المشاركة فى الاحتفالات الوطنية و الشعبية .
بعد منظومة المعتقدات : و يعنى جملة المفاهيم و القيم و المعتقدات التى يتبناها الأفراد و التى يسعى إلى تفعيلها فى حياته إلى سلوك.
بعد التجانس الثقافى : و يعنى سعى الفرد إلى الإعتزاز بالمنتجات الثقافية المصرية ، مع الإعتزاز بأنها كلها متجانسة و يجمعها نسيج و احد و متفقة فى أصولها .
** برنامج ارشادي قائم علي الارشاد الجماعي المعرفي– التعليمي
يستند هذا الاسلوب الارشادي إلى :-
إن التفكير والانفعال وجهان لعملة واحدة وإن أي تغيير في أحدهما يؤثر بالتبعية في الآخر( Ellis,1996 ) .
إن العلاج (التحسن) يحدث من خلال العمليات اللفظية ، لأن الفرد يبني عالمه من سلوكه وانفعالاته، وكذلك يبني عالمه خلال فهمه لمواقف الحياة المختلفة Beck,1967,1972,1976, in Dryden,1996) )
إن خبرة الفرد الانفعالية تنبع من تطور معرفته (Beck 1995)
أن السلوك محصلة قوى في الحقل (نظرية المجال – كيرث ليفن) ولذا فهو يستند إلى التفاعل الدينامي للجوانب المعرفية ، والانفعالية ، والسلوكية .
هو علاج مختصر ولا يتطلب وقتاً طويلاً (Shapiro et al, 2005)
للمرشد دور (ايجابي + تفاعلي + تربوي)، لأن العلاقة بين المرشد والمسترشد أساس هام لإنجاح العملية الارشادية ( Ellis,1996 ) .
هو برنامج (بنائي + توجيهي + تربوي ) ويستند نظرياً إلى نظريات التعلم .
إن فنية المحاضرات العلاجية والمناقشات الجماعية في هذه الدراسة يعني ، أسلوب إرشادي يغلب عليه الطابع الأكاديمي، ويلعب فيه عنصر التعليم وإعادة التعليم دوراً رئيسياً ، حيث يعتمد أساساً على إلقاء محاضرات سهلة على العملاء يتخللها ويليها مناقشات ، وتهدف تلك المحاضرات والمناقشات الجماعية أساساً إلى تغيير الاتجاهات لدى العملاء (زهران ،2002)
نتائج الدراسة:
الجدول أن بيانات أفراد عينة الدراسة في الهوية الوطنية المصرية تتخذ شكل المنحنى الاعتدالى و كذلك يؤيد ذلك عرض بيانات الأفراد بيانياً كما فى الشكل التالى .
شكل (2) يوضح التوزيع الاعتدالى لبيانات الأفراد على مقياس الهوية الوطنية من إعداد الباحث.
ويتضح من جدول (2) وجود فروق ذات دلالة احصائية بين رتب درجات القياس القبلى والبعدى ،وذلك لصالح القياس البعدى مما يشير الى نجاح البرنامج الارشادى .
• مناقشة النتائج :
يجب ألا ينظر الى الهوية الوطنية على انها يجب ان تكون , ولكن هى شئ يمكن بنائه constructed . اى بناء يمكن تشيده داخل الفرد ، ومن هنا فالهوية الوطنية كيان نفسي – اجتماعي ، واى ما كانت الاختلافات المذهبية حول نظرية الامة ، فان الدراسة الحالية كانت تنظر الى القومية على انها اكثر من مجرد معنى يربط الفرد بالامة التى ولد فيها فحسب ، بل القومية هى التى تعطى الفرد الشعور بالهوية ،اى ان القومية لها دور نفسى وذلك فى اتفاق مع ما طرحة (ا.د. سميث ، 1979) بقوله :تمثل تمثل ايدولوجية القمية اهم ركائز العصر الحديث، فلم يقدر لاى من الرؤى فى العالم ان تترك بصماتها على الخريطة العالمية مثلما فعلت القومية فى تحريك الوجدان والوعى بالهوية .
وقد مثلت النزعة القومية ، القوة السياسية الأوسع تأثيراً فى القرن العشرين،حيث الشبان يضحون بأرواحهم دون تردد من اجل بلادهم وشعورهم (بيتر تيلو، كولن فلنت ،2002، 62)
و من الملفت للنظر، أن ارتباط القومية بالجانب النفسى قد طرحها غير النفسانيين
( جلنر،1964)؛(نارين،1977)؛(جيدنس،1981)، إلى أن القومية تقوم بدور نفسى تعويضى ازاء حالة الاغتراب التى يعيشها الناس فى المجتمعات الكبيرة(بيتر تيلور،كولن فلنت،2002)
و يرى,1995) (Kaunisma & Pekkak أن (Glesen & Bernhard ,1993)
قد تناول الهوية الوطنية من حيث كونها ظاهرة للتواصل تعتمد على اللغة،و الرموز القومية، و أن هذه المظاهر الرمزية تختزل فى عالم الناس الواقعى، ثم يتم انتقالها إلى الأجيال بحيث تصبح شيئاً مألوفاً فى حياتهم، ومن ثم تصبح تلك الرمزيات فى البهاية هى الفعل ختامى (تجميعى) لظاهرة الهوية.
|