ملخص الدراسة.
هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف ما يمكن أن تقدمه الرؤى التشكيلية لمفهوم التكوينات الخطية فى النحت المعاصر باستخداماتها ودلالاتها المتعددة في الثقافات المختلفة كنقطة تجمع تصلح أن تكون مدخلاً لقبول ثقافة الآخر. أو أن تصبح رمزاً تجميعياً للثقافات المختلفة يرقى إلى أن يكون مدخلاً لقبول ثقافة الآخر، لتوظيف أحد مفردات الفن فى فهم تقبل ثقافة الآخر. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى (التحليلى – الاستقرائى) لمعالجة الرؤى التشكيلية التى طرحتها الدراسة لمفهوم التكوينات الخطية فى النحت المعاصر.
و قد توصلت الدراسة للنتائج التالية.
• إن مجموع الخطوط تمثل برمتها هيئة العمل الفنى (المجسم) لتصنع هيئة المضمون– فالفنان يقوم بإعادة بناء (صياغة) للخطوط The lines Reconstruction على هيئة مضمون فتصبح تعبيرا ينسب إلى أحد الفنانين فالتعامل هنا مع استخدامات و دلالات الخط.
• تقبل الفرد لمفهوم الخط Concept of line بتنويعاته Varieties (الأفقى، الرأسى، المائل) وتأخذ مسارات بصرية مختلفة كمفهوم مطلق جعلته قادراً على امتصاص واستيعاب مفهوم الخط بتنويعاته فى تعبيرات أخرى مجسمة. ومن هنا فإن تقبل الفرد لهذا المفهوم كمفهوم مطلق فى ثقافته الذاتية أو الجمعية جعلته قادراً على امتصاص مفهوم الخط بتنويعاته فى تعبيرات أخرى مجسمة من ثقافات أخرى.
• مجموع قيم التذوق الفنى لثقافة ما تجعل المنتمين لها على استعداد لتقبل قيم التذوق الفنى للثقافة الأخرى طالما هى فى تماس معها فى بعض أو معظم هذه القيم، فتقبل مفهوم وجود خط وهمى بين هرميين متقابلين يتم قبولها بشكل مطلق دون النظر إلى هوية صانعها سواء أكان هنرى مور أو الوشاحى، دون أن اربط ذلك بالفن المسيحي أو الاسلامى أو الاشتراكى أو الرأسمالى، فالخط له هوية الخط دون التزام عقائدى أو مذهبى أو أيديولجى.
• إن فكرة ارتحال الفنان من موطنه الأصلى إلى أماكن أخرى أكثر جاذبية أو سحر من عالمه المحلى هى عملية تحمل فى طياتها قدرة متفردة على استلهام وامتصاص ثقافة جديدة (هوية ثقافية) تضاف الى رصيد ثقافة الفنان و هويته، ثم تقديم عمل فنى نتاج عملية الامتزاج بين الثقافات والهويات المستدخلة دونما تنافر بينها، و تلك أضخم عملية لتقبل الآخر.
|