You are in:Home/Publications/متطلبات تمكين الثقافة الإعلامية بمرحلة التعليم العام لتحقيق التعليم المستمر تصور مقترح

Dr. Samah Zakaria Mohammad "Sayed Ahmed" :: Publications:

Title:
متطلبات تمكين الثقافة الإعلامية بمرحلة التعليم العام لتحقيق التعليم المستمر تصور مقترح
Authors: سماح زكريا محمد
Year: 2016
Keywords: الثقافة الاعلامية- التعليم المستمر - المتطلبات
Journal: مجلة المعرفة التربوية الصادرة عن الجمعية المصرية لأصول التربية
Volume: 7
Issue: Not Available
Pages: 47
Publisher: مجلة المعرفة التربوية الصادرة عن الجمعية المصرية لأصول التربية
Local/International: International
Paper Link: Not Available
Full paper Not Available
Supplementary materials Not Available
Abstract:

يحتاج الإنسان إلي التعليم في حياته كحاجته إلي الطعام والشراب، فالإنسان لا يستطيع ان يستغني عن العلم والمعرفة، لأنه من خلال العلم يتمكن من تطوير شخصيته وتحقيق ذاته، وتنمية خبراته ، وصقل مواهبه واستعداداته وميوله ، واستثمارها من اجل الترقي والتقدم في ميادين الحياة المختلفة وفي اكتشاف نواميس الطبيعة من حوله. لهذا لم يعد التعليم المستمر في حياة الإنسان مجرد ترفاً فكرياً وحسب، بل أصبح مطلباً ملحاً لمواجهة تطورات العصر المتسارعة، و متغيرات الحياة ، ومن أجل التوافق مع الثورة المعلوماتية التي تجتاح العالم، وتنتشر بسرعة لم يتوقع العقل البشري أن تصل إليها. وهذا يتطلب من الإنسان الاستمرار في التعليم والتثقيف و النهل من بحر المعرفة الذي لا ينضب دون توقف أو انقطاع، من أجل التكيف مع متطلبات الحياة وحل المشكلات التي تواجه حياته، ومن ثم العيش في أمان وسلام مع متغيرات العصر الحالي. ولعلنا نتفق علي أن من المفهومات الخاطئة التي ولدتها التربية التقليدية أن التعليم ينتهي بمجرد انتهاء الطالب من المدرسة أو الجامعة والتحاقه أو عدم التحاقه بسوق العمل، ولكن الصحيح أن عملية التعليم ممتدة ومستمرة طوال الحياة، لا تتوقف عند مؤهل معين، أو الالتحاق بوظيفة معينة، بل تستمر مدي الحياة، لان بدونها لا يستطيع الفرد التكيف مع العالم المتغير الذي يعيش فيه، لذا فالتعليم مستمر لا يتوقف أبدا.( الزهراني،2012، 267-268) ومن تحديات وتغيرات العصر الحالي الإعلام وخصوصاً مع التطور التكنولوجي المذهل أصبح الإعلام قوة لا يستهان بها، ولا يمكن إغفالها أو غض النظر عنها حيث تضاعفت قدراته وزادت إمكاناته واصبح ذا تغطية ممتدة وسريعة تتسع لتشمل العالم كله في اللحظة نفسها، مما جعل العولمة الإعلامية واقعاً ملموساً ومعاشاً بفضل التغطية الإعلامية الكونية. Marsha and Emma,1999,224)) ومع الأقمار الصناعية استطاعت وسائل الإعلام الإلكترونية ضغط المسافات وتحويل العالم الي قرية عالمية تسمع وتري بعضها البعض ، و تتابع ما يدور في مختلف أنحاء العالم في التو واللحظة. وبذلك تستطيع أجهزة الإعلام أن تتلقي مجموعة متنوعة من البرامج والرسائل الإعلامية من مختلف دول العالم دون الاقتصار علي البرامج القومية في كل دولة. وبالتالي فقد أتاح الفرصة لكافة الشعوب في أن تبث قنوات فضائية خاصة بها إلي مختلف العالم تعبر فيها عن أفكارها وسياستها وثقافتها وحضارتها.(الحلواني،2002، 89) وقد أُطلق علي الثقافة التي تبثها وتقدمها وسائل الإعلام بصورها ومصادرها المختلفة بالثقافة الإعلامية، والتي تسعي بقدر الإمكان الي إرضاء جمهور الإعلام المتلقي للرسائل الإعلامية والذي يتميز بأنه يشمل الناس من مختلف فئات المجتمع وقطاعاته علي تباين مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، وإن تعرض الإنسان لوسائل الإعلام يترتب عليه بالضرورة العديد من التأثيرات التي تتأكد وتتزايد مع تعدد قنوات الإعلام وتغلغلها في حياة الإنسان وإحاطتها به في كل مكان. هذا ويقوم الاتصال الجماهيري ووسائله بدور أساسي في الحفاظ علي ثقافة الشعوب، ونشرها بين أفراد المجتمع، وإيصالها من جيل الي جيل. وتعمل الثقافة علي إغناء الكفايات الروحية والعقلية للإنسان. بالمقابل، يحذر الباحثون والمفكرون من خطر سقوط الثقافة وتدني مستواها، لان ذلك يقود لانهيار الأمة واضمحلالها. وفي الوطن العربي، تقدم وسائل الإعلام العربية صنوفاً من الثقافة الإعلامية عبر قنواتها المختلفة، هذه الثقافة هي مصدر قلق للعديد من المفكرين والدارسين لما يمكن أن تتركه من آثار نفسية واجتماعية متباينة علي المتلقين العرب، خاصة في النواحي المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية والغزو الثقافي والاستلاب الفكري وغرس قيم جديدة لا تمت للواقع بصلة. (موسي،1988، 243) وانطلاقا مما سبق لابد من تمكين وإكساب الثقافة الإعلامية في مراحل التعليم بصفة عامة ومراحل التعليم قبل الجامعي بصفة خاصة في السياق التربوي المعاصر، بهدف تكوين الطلاب وإكسابهم التفكير الناقد، والقيم والاتجاهات والمهارات التربوية الصحيحة من المصادر الإعلامية مما يجعل هذه المصادر تثري شخصيات الطلاب وتكسبهم مفاهيم التعليم المستمر والذي لا تقدر المدرسة كتعليم نظامي علي القيام بها. وقد أكدت العديد من الدراسات السابقة العربية والأجنبية علي دور تعليم الثقافة الإعلامية علي تحقيق التعليم المستمر، ومن أهم هذه الدراسات دراسة (إرنست، وجيفاري،2005 ) والتي أكدت علي أهمية تدريس علم الإعلام النقدي في فصول المرحلة الثانوية في إكساب الطلاب الثقافة العامة، حيث تضع الدراسة إطاراً لتدريس الدراسات الإعلامية والثقافية للطلاب كسبيل لتعزيز المجالات الأكاديمية والنقدية التي يحتاجون إليها، و التي من خلالها يستطيع الطلاب ان يتعلموا كيفية تحليل المضمون الإعلامي وعمل مضمون مواجه خاص بهم، وبالتالي تساعدهم النصوص الإعلامية علي تأكيد الثقافة الاجتماعية اليومية لدي الطلاب ويمكن الاستعانة بها في تدريس مهارات القراءة والكتابة الضرورية للتقدم والتحصيل الدراسي، التوظيف المهني والتعليم المستمر. (Ernest, and Jeffrey,2005) ومن هذه الدراسات –أيضاً- ما أكدت علية (أجندة باريس،2007) بعد عقد اجتماع الخبراء وواضعي السياسات التربوية من اجل تطبيق التوصيات المقترحة بالأجندة والتي من أهمها وضع الثقافة الإعلامية ضمن اطار التعليم المستمر.(Paris Agenda.2007,3) ودراسة (الدسوقي،2008) والتي كانت من أهم توصياتها ضرورة البحث عن أساليب ومداخل للتعليم تساعد الطلاب علي البحث والاستمرار في التعلم مدي الحياة وكانت الثقافة الإعلامية من أهم هذه المداخل التي يمكن أن تساعد علي تحقيق الاستمرارية في التعليم وذلك من خلال ما يقوم به الطلاب أثناء نقد وتحليل الرسائل الإعلامية.(الدسوقي،2008، 216) وقد أضافت دراسة(مسعود،2010) والتي ركزت علي الإشباعات المتحققة من استخدام طلاب المرحلة الدراسية لوسائل الإعلام التربوي وتحليلهم للثقافة الإعلامية بها وكان من أهم النوافع المتحققة من الثقافة الإعلامية معرفة الطلاب كيف تسير الحياة من حولهم، كما أنها ساعدتهم علي التفوق والتميز في الدراسة والاستمرار في حب القراءة والمعرفة والقدرة علي التحليل والنقد.(مسعود،2010) وهناك العديد من الخطوات الجادة العربية والعالمية والحديثة لدمج الثقافة الإعلامية بالتعليم ، ففي فلندا أعدت وزارة التربية و التعليم والثقافة الفلندية مجموعة من المبادئ التوجيهية للسياسة الثقافية لتعزيز محو أمية وسائل الإعلام 2013-2016 م ، وجعلتها واحدة من أهم أولويات السياسة الثقافية الاستراتيجية للوزارة لتعزيز موقف الثقافة الإعلامية في مؤسسات التعليم وأكدت علي أن هذا يساعد الطلاب علي الاندماج الاجتماعي، و المواطنة الفاعلة، و التفكير النقدي، و الإبداع والتعبير عن الذات والتعليم المستمر.( Ministry of Education and Culture, Finland, 2013) ومن المبادرات العربية الجادة لتعليم الثقافة الإعلامية لأهميتها في تحقيق تعليم مستمر برنامج تبناه مكتب التربية العربي لدول الخليج وأنجز دراساته التي شملت مراحل التعليم العام معلمين وطلاب بأفكار ومعارف وتقنيات مهنية تلائم المطالب الملحة في هذا العصر. الذي لم تعد فيه القدرة علي القراءة والكتابة أو محو الأمية بمفهومها التقليدي كافية بل يحتاج الناس الي وعي أعظم بكيفية التعبير عن انفسهم إيجابيا ، و تماشيا مع هذا الدور الإعلامي المتعاظم الذي اضحي يشكل مدرسة اكثر تأثيرا وجاذبية من المدرسة التقليدية، وتلبية لاحتياج الطلاب في اكتساب مهارات القرن الواحد والعشرين، لهذا جاء هذا البرنامج لإدخال مفاهيم الثقافة الإعلامية في المنهج التعليمي لإكساب الطلاب مهارات وقدرات الاستهلاك الواعي لمعطيات الإعلام ووسائله المتطورة.(مكتب التربية العربي لدول الخليج ،2016) ولأهمية التعليم المستمر في مواجهة تحديات العصر الحالي وخاصة تحدي الإعلام لابد أن تسهم المؤسسات التعليمية في تمكين الثقافة الإعلامية بمراحل التعليم قبل الجامعي لتحقيق التعليم المستمر ولبناء شخصيات واعية بما يدور حولها ، حيث غدت الثقافة الإعلامية من أهم مكونات الأفراد في السياق التعليمي والمعلوماتي المعاصر وهذا ما تسعي إليه الدراسة الحالية.

Google ScholarAcdemia.eduResearch GateLinkedinFacebookTwitterGoogle PlusYoutubeWordpressInstagramMendeleyZoteroEvernoteORCIDScopus