تُعدُ أخبار العناية بمشروعات المياه والري ظاهرة متكررة الحدوث في مصادر دولة المماليك، فَقَلَّ أن تجد مصدرًا يخلو من ذكر المشروعات المائية، إنشاءً وصيانةً وكشفًا، وما أكثر ما جاء في تراجم سلاطين المماليك مما يشهدُ باهتمامهم وإشرافهم على المنشآت المائية ومحاسبتهم من تُسولُ له نفسه إهمال مشاريع الري عمارةً وترميمًا، وفي القلب من تلك المشروعات تأتي الجسور والقناطر. وقد وضع المماليك نظاما إداريا يتولى أمور المشروعات المائية، اقتسمت فيه السلطة المركزية والإدارة المحلية تلك الأعباء، فينتدب سلطان المماليك بعض كبار الأمراء في كل عام لكشف الجسور بأقاليم الديار المصرية، بالإضافة إلى مسئولية ولاة الأعمال في مراقبة عمل الجسور وتفقد القناطر والترع، كما جاء في كتب الدساتير والنظم المملوكية. |