نَمَتْ ثروة الخزرج في يثرب اعتمادا على الزراعة والفلاحة؛ ولذا تعد مقومات الزراعة عندهم من أهم عناصر الثروة التي امتلكها بنو قَيْلَةَ (أم الأوس والخزرج وينتسبون إليها)، كالأرض والبستان والبئر والإبل، وإذا كانت الحياة في يثرب تتسم بالاستقرار فإن معيشة الخزرج كانت وفقا للنظام القبلي العشائري الذي لا يختلف كثيرا في الحَضَر عن أهل الوَبَر، فكل بطن من بطونهم يعيش في دائرة سكنية تحمل غالبا اسم البطن وتشمل الأراضي والحوائط والآبار، ويحوط ذلك ويحميه آطام شامخة يتحصنون بها من كل عدو داخل المدينة وخارجها، وكانت تلك الآطام دلالة على العز والثروة والجاه، وبطبيعة الحال فقد اشتُهرت بطون من الخزرج بالثراء والسيادة والشرف، مثل بني النجار وبني ساعدة وبني بياضة، وقد نبغ في تلك البطون شخصيات بعينها عُرفت بالغنى والرئاسة، وكان لهؤلاء دور بارز في الجاهلية وعصر النبوة. |