اتسعت موضوعات التأليف عند المسلمين فشملت مجالات شتى، وانفردت بأبواب في التأليف لم يُسْبَقْ إليها، وفي القلب من تلك الموضوعات تأتي مصنفات السنة وعلوم الحديث، وما يختص بها من كتب الرجال والتراجم والطبقات، ولا يخفى أن علم التاريخ قد نشأ من رحم علم الحديث؛ ولذا نجد الرواية التاريخية في القرون الأولى من الهجرة قائمة على سلسلة الإسناد الحديثية، ولا غرو فكل مؤرخي تلك الفترة كانوا في الأصل من المحدثين. ومن بين الموضوعات الطريفة التي ابتكرها علماء المسلمين التدوينُ في (الأربعينات البلدانية)، التي يشترط فيها رواية أربعين حديثا عن أربعين شيخا في أربعين بلدا مختلفا، وسُمِّيَتْ تلك المصنفات بـ(البلدانيات)، وقد توسع فيها العلماء وصارت دليلا عندهم على الرحلة والسفر والاجتهاد في تحصيل العلم وجمع السنة النبوية الشريفة. وقد أسهمت تلك البلدانيات في تقديم مادة علمية تاريخية عن البلدان الإسلامية |