يمثل النص المكتوب واحدة من أهم وسائل التفاعل والاتصال اللغوي والفكري مع المجالات المعرفية على أنواعها ، ولقد عني علم اللغة النصي بأبنية النص وصياغته محددا صفات التوظيف الاتصالي للنصوص بما تحويه من مرتكزات وتوقعات ومعارف وايدلوجيات ، ووضع معايير النصية و" يشكل العنوان " في بعده العميق سياقا من سياقات النص التي تمارس سلطة على القارئ من قبل النص ، وقد عبر عنه جاك دريدا بثريا سقف النص لما له من وظائف : مرجعية وإفهامية وشعرية وتعيينية وتحريضية وأيدلوجية . وتعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات اللغوية التي تناولت العنوان باعتباره نصا في محاولة لتحليله من الناحيتين البرادجماتية والدلالية وربطه بالنص الأكبر " الأشباه والنظائر " نموذجا ؛ فجاءت العناوين الداخلية مؤتلفة مع العنوان الرئيس للكتاب ليتحقق الهدف من هذا النشاط اللغوي المعقد وهو توظيف هذا الكم الهائل من المعلومات لتتحقق به وظائف الإيصال والتعلم والإقناع ممثلة في البنية العليا " العنوان " قبل الدخول إلى عالم النص والوقوف على دقائق المضمون . |