يهدف البحث إلى وضع معجم مصنف تصنيفا دلاليا لما جاء من مثنى في الألفاظ ؛ على سبيل الحقيقة والمجاز ؛ ليكون في خدمة متعلم اللغة وأداة في يد المعجمي الثنائي أو الثلاثي ، مراعاة لطبيعة اللغة المنقول منها أو المنقول إليها
وظاهرة المثنى في العربية تعتريها ظواهر لغوية عدة جديرة بالدرس والوقوف على أسرارها ، فهي ظاهرة أصيلة في العربية وقد تعرضت للتغير والاندثار في اللغات السامية ، وتوسع العرب في استخدامها عن طريق المجاز ، فظهر المثنى المجازي ملازما للمثنى الحقيقي ، وصار يطلق على كل مصطحبين متلازمين كالعمرين والشيخين وصار يطلق تغليبا على الأعلام من كل كائن حي وغيره ، فأجروا المختلفين مجرى المتفقين كالمشرقين والقمرين وغيرها .
جاء البحث في أربعة مجالات دلالية : مجال الإنسان ومجال الحيوان والطير والحشرات ، ومجال الطبيعة والكون ، ومجال الماديات . وقد حللت هذه المجالات لبيان العلاقات الدلالية بين الكلمات في كل حقل ثم وقف البحث على التعبير الاصطلاحي " المثنى " وأنماطه .
وسيرى القارئ أن الطبيعة المجازية التي اتسمت بها كلمات المصطلح كانت وسيلة للاتساع المتدرج في اللغة ، مما أدى إلى استخدامه في كثير من العلوم وبخاصة أصول الفقه وعلم الكلام والعروض والفلسفة والحساب والطب والهندسة وغيرها .
|