You are in:Home/Publications/المرأة في عيون الأخبار وأمالي القالي في ضوء علم اللغة الاجتماعي

Prof. Sanaa Mohamed Ahmed Salem :: Publications:

Title:
المرأة في عيون الأخبار وأمالي القالي في ضوء علم اللغة الاجتماعي
Authors: Not Available
Year: 2015
Keywords: Not Available
Journal: Not Available
Volume: Not Available
Issue: Not Available
Pages: Not Available
Publisher: ط. دار الفكر العربي القاهرة 2001م
Local/International: International
Paper Link: Not Available
Full paper Not Available
Supplementary materials Not Available
Abstract:

علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistic من أهم العلوم المعنية بدراسة التأثير المتبادل بين اللغة والمجتمع ، أداته في ذلك التركيب اللغوي ؛ وصولاً إلى التركيب الاجتماعي ، فهو يدرس اللغة كظاهرة اجتماعية وثقافية ،للكشف عن النظم والأعراف والقيم والمعتقدات المتحكمة في المجتمعات ، وقد توفرت هذه الأداة ممثلة في كتابين صنفا في القرنين الثالث والرابع الهجريين ، وقد كشف التحليل الدلالي للألفاظ والنصوص بسياقاتها المتنوعة وبخاصة السياق الثقافي ، عن الهيكل الثقافي المشكل سلوك المجتمع العربي تجاه المرأة ، من العصر الجاهلي حتى العصرين : العباسي الأول والثاني – تقريباً – وهذا شأن اللغة ، أن تردنا إلى العصور السالفة ممسرحة البنية الاجتماعية لها ، مفسرة طرائق تقويمهم للأشياء وقيمهم ومعتقداتهم ، راصدة ما لحق بها جميعاً من تغيير وتطور في البنيتين الاجتماعية واللغوية عبر العصور . وقد أسفر البحث عن نتائج عدة ، أهمها : أن العرب خصوا المرأة بكم هائل من الأسماء والنعوت – التي أمدتنا بها المجالات الدلالية في موضوعات متنوعة – مما يؤكد أهمية المرأة في البيئة العربية باعتبارها عضوا فاعلا مؤثرا في كل مناحي الحياة . وتعد هذه الألفاظ معجما مصنفا تصنيفا دقيقا ، وأداة في يد المبدع ، تعينه على انتقاء اللفظ في سياقه الدقيق ، دون الفصل بين الدلالتين : المركزية والهامشية ، إذ تؤدي الدلالة الهامشية دورا مركزيا في أداء المعنى المقصود بدقة متناهية ، فهي مركزية في سياقها وشواهدها . وأبرزت العلاقات الداخلية بين الألفاظ داخل المجموعات وفي كل مجال دلالي ، ما حدث في بعض الألفاظ من تطور واتساع أو تعميم أو تخصيص أو تضييق للفظ ، طبقاً لحاجات المجتمع المتغيرة . كما أبرزت الدراسة أسباب غياب الأغلب الأعم من هذه الألفاظ في لغة التخاطب والتواصل اليومي . وعزوتها إلى غموض الدلالة والجانب الصوتي ، وغياب بعض القيم والعادات والمعتقدات التي وضعت هذه الألفاظ من أجلها . كما أبرز المنهج التحليلي أن واضعي اللغة خصوا المرأة بألفاظ ( أسماء ونعوت) انفردت بها ، وبألفاظ اشتركت فيها مع الرجل ، وثالثة اشتركت فيها مع الحيوان ، وبخاصة في الحمل والولاد ، والخصوبة والعقم وبعض السلوكيات ، لتشابة الأحوال بينهما مما يؤكد أنهم كانوا يراقبون كل شيء في البيئة العربية ويعقدون بين المتشابة منها الصلات ويتواضعون على ألفاظ تخص كل حال . ودراسة الألفاظ على هذا النحو ، إنما هي دراسة لنظام المجتمع العربي ، الذي عني بالمرأة ووضع للتعامل معها ، ولتعاملها مع الجنسين في المجتمع ، ضوابط وقوانين لا ينبغي لها أن تخرقها ، فتمخض عن تلك القوانين كم هائل من العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية ، ومنها ما جاء مرتبطا بمعتقدات كالتطير والفأل من ولادة الأنثى . كما نلحظ اهتمام المجتمع العربي بتقسيم المرأة إلى طبقات ، ووضعوا لكل طبقة حقوقا وواجبات وسلوكيات مقننة في الملبس والسفور والاختلاط والزواج والطلاق ، ولا ينبغي للمرأة أن تخرج عن نواميس طبقتها وإلا جوبهت بالعقاب من المجتمع . ومع ذلك نجد طبقة الجواري التي تتشبه بالحرائر تقليدا وتمردا على طبقتها ، وطبقة الحرائر التي تتشبه بالجواري تنكرا لتفلت من عقاب المجتمع ، عند زورة المحبوب والتقائه . وقد أبرز مجال الخصوبة والعقم ، اهتمام العرب بالإنجاب ، إذ هو عصب الحياة في البيئة العربية ، فمدحوا المنجاب وذموا المقلات العقيم ، وظهرت بالتالي مهنة العشابة ، وجاء الإسلام ، فقضى على بعض الأعراف المتعلقة بالزواج والعنوسة والطلاق وحضانة الأبناء ، وغلاء المهور ، وعضل المرأة بعد موت زوجها . وكشفت الألفاظ أيضا عن أشكال التواصل الاجتماعي ممثلة في نظرة المرأة للمرأة التي أسفرت عن كراهيتهن لدور (( الضرة )) ، وتغير هذه النظرة في الإسلام إذ صارت (( جارة )) وحقا للرجل وتكتمل هذه النتيجة بنظرة المرأة للرجل ، إذ تبغي من الرجل القوة والكرم ، القوة على الأعداء بالبأس والفروسية ورباطة الجاش . أما على مستوى النص فنلحظ مظاهر قهر المجتمع العربي للأنثى ، والتعامل معها بدونية ، وسوق النصوص اللغوية بسياقاتها الثقافية والاجتماعية ، وسياق الحال ، يؤكد في ثلاثة أنماط من الأساليب : أسلوب الإخبار ، وأسلوب القص ، وأسلوب الحوار ، نقل الأعراف والخبرات والقيم والمعتقدات ، بصورة مؤثرة فاعلة في المجالس الأدبية والعلمية والعامة ، فتتلقفها الطبائع بالقبول من المرسل ، على الرغم من تنوع المستوى الثقافي والاجتماعي والطبقي للمتلقي. وقد ساهمت عناصر سياق الحال في تحديد الجوانب النفسية والثقافية والاجتماعية بدقة . وقام تبادل هذه الخبرات والتجارب الاجتماعية بدور المشرع للنواميس الاجتماعية في التعامل مع المرأة عن طريق النص المكتوب ، الذي قدم لنا البنية الثقافية للمجتمع العربي في عصور متتالية ، عاشت كثيرا من المتغيرات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والأيدلوجية ، وبالتالي كان لها تأثيرها الفاعل في القيم والأعراف وبالتالي في اللغة. وكان نصيب المرأة وسط هذا الخضم الهائل من التطوير والتغيير الحادث في المجتمع العربي ، لم يكن بالجذري القاطع ، وليس بالضعيف الوهن ، مما يؤكد أن المرأة خضعت في التعامل معها إلى ثوابت ومتغيرات ، فكانت الثوابت أقوى من المتغيرات ، وظلت باقية ممتدة الجذور ، إلا أن شعور المرأة – على مر العصور بوطأة المجتمع على كرامتها وشخصيتها حرك بركان الغضب والرفض لتجريدها من إنسانيتها وإشعارها بالدونية ، لكن صوتها ظل خافتا – لكنه مسموع – لم يكن ليعلو أبدا فوق أعراف المجتمع ، ورغم تمرد الكثيرات على تلك القيود إلا أن المرأة من العصر الجاهلي حتى العصر الحديث لم تأخذ حقوقها إلا منقوصة ، وظلت نظرة الرجل إلى المرأة ،أنها جاريته يملكها مثل متاعه كما كانت في الجاهلية الأولى جزءا من متاعه ودوابه وطعامه وشرابه ، على الرغم من تبوئها مكانة علمية وعملية راقية في المجتمع ، ولم يكن وصولها إلى هذه المكانة وليد اليوم ، بل تمخض عن صراعات مع كل أعراف المجتمع على مر العصور ، فأثبتت جدارة وجسارة في خوض ميادين شتى لا تنكر فيها بصماتها غير أن الانحدار السلوكي والخلقي الذي تخلفه الحضارة في كل عصر ، فقد ترك بصماته السوداء على الحياة بعامة ، وعلى سلوك المرأة بخاصة، فظهرت كل طبقات النساء مرة أخرى في عصرنا الحديث ، واختلط الحابل بالنابل ، ووقعت الأعراف في خليطى بائنة المتناقضات . ويظل الصراع أبدا بين النوعين ؛ ليحتفظ الرجل باعتلائه صهوة جواد التميز والتفوق والسبق في العلم والعمل بلا منازع ، والمحاولات الدءوب للأنثى لصنع امرأة جديرة باحترام المجتمع الإنساني : عقلها واحتياجاتها وعلمها ونبوغها ووجودها الفاعل في المجتمعين : الصغير والكبير وبذلك كشفت المجالات الدلالية والنصوص بسياقاتها قواعد وقوانين المجتمع العربي في التعامل مع المرأة في فترة زمنية تعج بالمتغيرات في البنية المجتمعية وبخاصة في القيم والأعراف والتقاليد والمعتقدات .

Google ScholarAcdemia.eduResearch GateLinkedinFacebookTwitterGoogle PlusYoutubeWordpressInstagramMendeleyZoteroEvernoteORCIDScopus