شهد العالم خلال السنوات القليلة الماضية ظهور العديد من الاتجاهات التربوية العالمية التي تهدف إلى إضفاء بعدٍ دوليٍّ على الممارسات الجامعية، بما يضمن اتساع نطاق تقديم وانتشار الخدمات التعليمية، وجعلها عابرة لحدود الدول والقارات، وفي مقدمة ذلك تأتي التوأمة الجامعية التي أصبحت تشكل في العديد من المؤسسات الجامعية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية التنمية المستدامة، ومدخلاً مهمًا لتحقيق أهدافها، وأقرب طريق لإحداث ثورة شاملة في المنظومة الجامعية؛ الأمر الذي جعلها مطلباً أساسية وأمراً حتمياً وضرورياً؛ لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة (رؤية 2030).
وبالرغم من أهمية استراتيجية مصر للتنمية، فقد أكدت الدراسات أن استراتيجية مصر للتنمية المستدامة هي مجرد رؤية أو حلم لا تحمل قيما معينة، بل تتضمن مجموعة من الأهداف والمؤشرات اللازمة لقياس هذه الأهداف المبالغ فيها، والتي لا يوجد ميزانية أو آلية لتطبيقها، وليست استراتيجية بالمفهوم المتعارف عليه في أدبيات التخطيط الاستراتيجي، وقد استهدف البحث الحالي وضع تصور مقترح لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 في ضوء توأمة التعليم الجامعي، بتحليل فلسفة استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 ، وتحليل أهداف التعليم الجامعي في ضوئها، ومن أهم ما توصل إليه البحث ضرورة الأخذ بالتوأمة الجامعية كمدخل لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 ، وإجراء المزيد من البحوث حول كيفية تفعيلها، وبيان أهميتها، بما يسهم في تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة.
|