تواجه معظم مجتمعات العصر الحالي العديد من التحولات والمتغيرات على كافة الأصعدة ، حيث أضحت المعرفة وتقنياتها شعار المرحلة الحالية من مسيرة البشرية، وأصبح معيار نجاح أي مؤسسة هو ما تمتلكه من مقومات استثمار تلك المعرفة ؛ تلك التحولات السريعة والمتلاحقة غيرت طبيعة بيئات العمل والإنتاج وشكلت بدورها تحديًا جديدًا للمؤسسات الإنتاجية استدعت بدورها قدرات ومهارات معينة لدى أفراد المجتمعات لمواجهتها، والتعامل السريع معها، وبخاصة فيما يتعلق بالجامعات التي أصبحت مؤسسات اجتماعية تهدف الى تزويد المجتمع بالعناصر البشرية عالية التأهيل، ومن هنا سعت الشركات في توفير تعليم بديل مؤهل للعاملين، مع محاولة الاستفادة من الخبرات الأكاديمية في مجال التخصص بإبرام شراكات مع الجامعات، وقد أسهمت تلك الشراكات في ظهور نموذج جامعة الشركات Corporate University "، والتي تستهدف بداية تنمية قدرات أعضائها وتدريبهم، كما أنها اتخذت العديد من السياسات والاستراتيجيات التربوية والتي قد تفيد في تحسين منظومة تدريب الموارد البشرية الاكاديمية بالجامعات ، واعتمد البحث على المنهج الوصفي بأسوبه التحليلي، خلال تحليل الأدبيات المرتبطة بمفهوم جامعة الشركات واستعراض خصائصها وأبرز التحولات التي استدعت الأخذ بها ، وأهم مبادراتها وممارساتها الداعمة لنظم تدريب الموارد البشرية الاكاديمية كما تتبين من بعض النماذج الرائدة عالميًا ، وانتهى البحث إلى اقتراح مجموعة من الممارسات والآليات الداعمة للاستفادة من نموذج جامعة الشركات في الارتقاء بنظم تدريب الموارد البشرية الاكاديمية بالجامعات المصرية على مستوى القيادات الجامعية، أو أعضاء هيئة التدريس، أو الطلاب . |