مشكلة الدراسة وأهميتها :
تتمثل مشكلة هذا البحث فى: "دراسة التجربة المصرية فى استخدام التليفزيون التعليمى، وتقييم هذه التجربة بهدف وضع الأساس العلمى لتطوير استخدام التليفزيون فى مجال التعليم فى الوطن العربى" .
أهداف الدراسة:
أولا: فيما يتعلق بالدراسة التحليلية : تتمثل أهم أهدافها فيما يلى :
1. الوقوف على الأساليب التى استخدمت فى عرض المادة التعليمية .
2. تحديد القوالب المستخدمة فى البرامج التعليمية .
3. معرفة معينات التدريس ووسائل جذب الانتباه التى استخدمتها القناة .
4. الوقوف على أهداف العملية التعليمية ومخرجات التعلم .
5. تحديد الجوانب المميزة فى البرامج التعليمية.
ثانيا : فيما يتعلق بالدراسة الميدانية : تتمثل أهم أهدافها فيما يلى :
1. الوقوف على مدى مشاهدة أفراد العينة لبرامج قناة النيل للتعليم الإعدادى، وعلاقة المشاهدة بالنوع والتعليم.
2. معرفة الشكل، والأسلوب المفضل لعرض الحلقات، من وجهة نظر المبحوثين .
3. تحديد الجوانب المميزة فى الحلقات التعليمية من وجهة نظر المبحوثين.
4. معرفة مقترحات أفراد العينة لتطوير البرامج التعليمية .
منهجية الدراسة :
تنتمى هذه الدراسة إلى الدراسات "الوصفية " التى تهتم بوصف طبيعة وسمات مضمون معين، من خلال الحقائق والمعلومات الخاصة بها، بحيث ترسم صورة واقعية لها، حيث سعت هذه الدراسة إلى وصف وتحليل البرامج التعليمية بقناة التعليم الإعدادى من حيث الأساليب التى استخدمت فى عرض المادة التعليمية ، والوقوف على أهداف العملية التعليمية ومخرجات التعلم وكذلك تحديد الجوانب المميزة فى البرامج التعليمية ، علاوة على سعيها إلى الوقوف على مدى مشاهدة الجمهور للبرامج التعليمية بقناة التعليم الإعدادى ، وتحديد رأى ذلك الجمهور فى الشكل، والأسلوب المفضل لعرض الحلقات، تحديد الجوانب المميزة فى الحلقات التعليمية من وجهة نظر المبحوثين، ومعرفة مقترحاتهم لتطويرها، ولذلك فإن هذه الدراسة اعتمدت على منهج" المسح بالعينة" للحصول على بيانات ومعلومات وأوصاف للظاهرة ، وتم استخدام تحليل المضمون كأداة لوصف البرامج التعليمية ، واستخدام صحيفة الاستبيان لمعرفة رأى الجمهور فى تلك البرامج .
عينة الدراسة ومجتمع البحث :
فى مجال الدراسة التحليلية، تم تحليل البرامج التعليمية بقناة التعليم الإعدادى خلال فترة أسبوعين ، وقد بلغ إجمالى الحلقات التى تم تحليلها (104 ) حلقة بعد استبعاد الحلقات المكررة، وفيما يتعلق بالدراسة الميدانية ، تم اختيار عينة عشوائية طبقية من "مائة " مفردة من طلاب المرحلة الإعدادية مع مراعاة تمثيل كل من الطلاب والطالبات من المدارس الحكومية والخاصة وقد تم اختيار أربع مدارس لتطبيق صحيفة الاستبيان على أفراد العينة بتلك المدارس .
أهم نتائج الدراسة:
أولا : نتائج الدراسة التحليلية : تتمثل أهمها فيما يلى :
1. كان قالب الحديث التليفزيونى المباشر هوالأكثر استخداماً من جانب البرامج التعليمية للمرحلة الإعدادية، وقد تم الاعتماد عليه بنسبة 68% فى حين جاء الاعتماد على القوالب الأخرى كالحوار والفقرة الدرامية بنسب بسيطة على الرغم من أن تللك القوالب هى الأكثر تشويقا .
2. اعتمدت معظم الحلقات على أسلوب " الشرح من خلال السؤال والجواب" ، وكان ذلك بنسبة 53.3% ، ويعد استخدام هذا الأسلوب عاملاً هاماً فى زيادة فعالية العملية التعليمية، حيث يساعد على الفهم وجذب الانتباه، كذلك فهو يساعد الطالب على توقع أسئلة الإمتحانات .
3. تم الاعتماد على عدة وسائل لجذب الانتباه فى مقدمتها : " السؤال والجواب" بنسبة 30.7 % ، وتلاها استخدام ال Power point ، ثم الاستعانة " بصور ورسوم" مرتبطة بموضوع الحلقة ، هذا إلى جانب الشرح في أماكن طبيعية ، كذلك تم الإستعانة " بلقطات فيلمية ، و"فقرات درامية" ، "وتجارب معملية" ، بنسب بسيطة .
4. وفقاً لتصنيف بلوم " Bloom" للأهداف التربوية فى المجال المعرفى¬ _ تبين من نتائج الدراسة التحليلية أن الهدف الرئيسى لبرامج التعليم الإعدادى بقناة النيل هو " المعرفة والتذكر" ، فقد جاء ترتيبه الأول بنسبة28 % ، حيث تم استدعاء لحقائق ثابتة ومفاهيم أساسية من خلال جميع الحلقات التى تم تحليلها ، وجاء هدف " الفهم والاستيعاب" فى الترتيب الثانى بنسبة 25.6 % ، وأما عن " التطبيق" ، فكان ملموساً فى معظم الحلقات أيضاً، وفيما يتعلق بهدف " التحليل والتفسير"، فقد تحقق بنسبة 22.5 % وذلك من خلال الربط بين العناصر أواستنباط أسباب وتفسيرها ، أو مقارنة بين خصائص ، وتجدر الإشارة إلى أن " التركيب" و " التقويم" كهدفين لم يتحققا على الإطلاق، برغم أهمية التركيب فى تعليم الطالب الخروج بشئ جديد فى ضوء ما تعلمه ، وكذلك أهمية التقويم فى تعليم الطالب القدرة على الحكم على قيمة المادة ، وبالتالى تنمية القدرة على التفكير النقدى والحكم على الأشياء.
5. كان " التشجيع على عصف الذهن" فى مقدمة الجوانب المميزة فى البرامج التعليمية ( 38.3%) ، وجاء " الأداء المميز للمعلم" - والمقصود به الحضور، والقدرة على الاتصال غير اللفظى ، و التنويع الصوتى ، والتسلسل فى العرض ، وما إلى ذلك - فى الترتيب الثانى ( 22.2 ) ، كذلك جاء " اشتراك الطلاب فى العملية التعليمية" ، "واستخدام أكثر من قالب لتوصيل المعلومة " بنسب متقاربة.
ثانيا : نتائج الدراسة الميدانية : تتمثل أهمها فيما يلى :
1. أظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن النسبة الغالبة من عينة الدراسة تشاهد برامج التعليم الإعدادى من خلال قناة النيل المخصصة لهم ، ولكن ليس بصورة دائمة، حيث يشاهد تلك البرامج أحياناً 75% من إجمالى أفراد العينة ، ويشاهدها دائماً 14% ، فى حين كان هناك نسبة 11% لا يشاهدون تلك البرامج على الإطلاق.
2. كان فى مقدمة أسباب عدم المشاهدة المنتظمة لها أو عدم المشاهدة على الإطلاق : أن الطلاب يعتمدون على الأسرة أو المدرسة فى فهم الدروس( 26.7%) ، وكان السبب الثانى أن الطالب لا يمكنه الاستفسار عما يريد من خلال البرامج التعليمية (24.8%) ، وجاء سبب " عدم كفاية الشرح" بنسبة 22.4%، وجاء " اعتماد الطالب على الدروس الخصوصية فى المرتبة الرابعة بنسبة 17.4% .
3. جاء الحوارفى مقدمة الأشكال المفضلة للبرامج التعليمية بنسبة ( 28%)، وجاءت القصة بنسبة ( 26.9%) ، وتلاهما التجربة المعملية بنسبة (21.1%)، وذكرت نسبة 20.2% من أفراد العينة أنهم يفضلون أكثر من شكل ، بينما جاء الحديث التليفزيونى فى نهاية القوالب المفضلة . وبمقارنة نتائج الدراسة الميدانية بنتائج الدراسة التحليلية المتعلقة ببرامج التعليم الإعدادى نجد أنه على الرغم من أن نسبة كبيرة من عينة الدراسة أكدت تفضيلها لأشكال الحوار، والدراما، أو أكثر من شكل لتقديم البرامج التعليمية - نجد أن القالب الغالب على البرامج هو قالب " الحديث المباشر" حيث تم الاعتماد عليه بنسبة كبيرة (87 %) كما تبين من نتائج الدراسة التحليلية.
4. جاء أسلوب الشرح من خلال السؤال والجواب فى مقدمة أساليب العرض المفضلة من جانب (37.7%) من أفراد العينة ، ثم جاء فى المرتبة الثانية أسلوب " الشرح فقط بدون أسئلة" بنسبة 33.9% . وبمقارنة تلك النتائج مع ما توصلت إليه الدراسة التحليلية من نتائج يتبين أن هناك توافقات إلى حد كبير بين تفضيلات الطلاب والواقع الفعلى فيما يتعلق بأسوب " الشرح من خلال السؤال والجواب"، حيث كشفت الدراسة التحليلية عن ارتفاع نسبة الحلقات التى تعتمد على هذا الأسلوب.
5. ترى نسبة كبيرة من أفراد العينة( 57.3%) أن البرامج التعليمية يتم تقديمها بأسلوب متميز بدرجة كبيرة، ويرى 32.6% أن " الأسلوب متميز لحد ما " ، وجاء " تقديم التحليل والتفسير للموضوع" فى مقدمة أسباب تميز تلك البرامج من وجهة نظرنسبة كبيرة من المبحوثين ، وجاء " التشجيع على عصف الذهن " فى الترتيب الثانى .
6. أكد نصف المبحوثين تقريباً( 48.4%) أن البرامج التعليمية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الدروس الخصوصية ، وذلك لعدة أسباب فى مقدمتها عدم القدرة على الاستفسار عن الأسئلة الصعبة أو الأجزاء غير المفهومة، وعدم كفاية الشرح فى بعض الأحيان.
|