سعت الدراسة لرصد كيفية معالجة البرامج الطبية بالفضائيات المصرية الحكومية والخاصة لأزمة كورونا، وذلك في إطار نظرية "الأطر الإعلامية"، واعتمدت الدراسة على المنهج المسحي، وقد تم وضع مجموعة من االتساؤلات التي تحقق أغراض البحث، وأجريت الدراسة التحليلية على عينة من 59 حلقة من البرامج الطبية، منها 35 حلقة من برنامج( الجيش الأبيض) الذي يعرض على الفضائية المصرية الأولى، و 24 حلقة من برنامج (الناس الحلوة) الذي يعرض على قناة القاهرة والناس. وتم استخدام صحيفة تحليل مضمون، تتضمن مجموعة من الفئات التي تحقق هدف الدراسة، وحرصت الباحثة على أن تناسب فئات التحليل موضوع الدراسة، وتحقق أهدافها، وبعد تطبيق صحيفة تحليل مضمون وتفريغ البيانات، توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج، وبتطبيق نظرية "الأطر الإعلامية" على نتائج الدراسة - تبين اختلاف في معالجة أزمة "فيروس كورونا"من حيث الزاوية التي تم عرض الموضوع من خلالها من قناة لأخرى في كثير من الجوانب، وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى مايلي:
-من حيث الأطر التي استخدمتها كل قناة: نجد أنه بينما كانت "القناة الفضائية الأولى" الأكثر استخداما لأطر" التحذير/ التخويف" وذلك لتنبيه المواطنين وتحذيرهم مــن خطــورة المــرض، وخطــر التجمعات، والتشديد على الاجراءات الاحترازيه، كذلك كانت تلك القناة هي الأكثر استخداما لإطـار " التأييد/ الدعم للقرارات"، و " المحاسبة"، باعتبارها القناة الرسمية للدولة، بينما كانت القاهرة والناس الأكثر استخداما لإطار" الحلول والمقترحات" والذي يتناسب مع طبيعة البرنامج( الناس الحلوة)، حيث يعتمد على استضافة طبيب في كل حلقة يتحدث عن أزمة كورونا وتداعياتها، ثم يشرح طرق الوقاية وبروتوكولات للعلاج.
-وفي هذا السياق كانت القناة "الفضائية الأولى" الأكثر تركيزا على "دعم القطاع الطبي"، وهو ما يتناسب مع هدف برنامجها( الجيش الأبيض)، كذلك تفوقت في "إبراز دعم الفئات المتضررة"و" وحالات المتعافين"، الأمر الذي يتناسب مع سياسة القناة الأولى كونها القناة الرسمية للدولة، ومن ثم فهى تحرص على إبراز الدعم الذي تقدمه الدولة للفئات المتضررة، وإبراز جهد الدولة في تقديم الرعاية للحالات الموجبة حتى تشفى وتتحول إلى سالبة، بينما كانت "القاهرة والناس2" الأكثر تركيزا على عرض "أسباب ونتائج الأزمة" من خلال استضافتها لطبيب في كل حلقة.
- وتماشيا مع ذات السياق وجدنا أن برنامج "الناس الحلوة" كان الأقل تناولا للموضوعات ذات النطاق الإقليمي والدولى المرتبطة بالأزمة- مقارنة ببرنامج الجيش الأبيض"، حيث أن الأول –وكما سبقت الإشارة- يعتمد في طبيعته على عرض "أسباب ونتائج الأزمة"، وهو مايفسر أيضا تفوق قناة" القاهرة والناس2" في الاعتماد على" المادة الأرشيفية" كنمط للمواد المصورة"، وهي في أغلبها تصوير لكيفية الإصابة، وكيفية العدوى وانتشار الفيروس، بينما تفوقت القناة الأولى الفضائية في استخدام "مادة مصورة آنية من الداخل المصري"، وبنفس التفسير يمكن إرجاع زيادة نسبة استخدام الاستمالات "المنطقية" بصورة واضحة في برنامج الناس الحلوة" عن نظيره"الجيش الأبيض" نظرا لطبيعة الأول الذي يعتمد على استضافة طبيب متخصص يتحدث معظم الوقت عن أسباب ونتائج الأزمة، والاجراءات الاحترازية، وإرشادات علاجية ووقائية.
وكنتيجة لاختلاف الأطر المستخدمة في برنامجي الدراسة، يمكن القول بأن النتائج قد توافقت مع الفرض الأساسي لنظرية الأطر، ومفاده أن الأحداث لا تنطوي في حد ذاتها على مغزى، وإنما تكتسب أهميتها من وضعها في إطار معين، يضفي عليها معاني إضافية، أو يوجه ذهن المتلقي إلى سياق بعينه، أو زاوية معينة يفهم الموضوع من خلالها. |
