البحث عن الشخصية التراثية الشعبية وتوظيفها في المسرح ليس خاصة بنا (العرب)، فالغرب نفسه يقوم باستلهام واستدعاء الشخصيات التراثية والعودة بها إلى ظواهرها القديمة. وبالنسبة للإفادة من التراث فقد لوحظ أن المسرح العربي منذ نشأته في منتصف القرن الـ 19 قد استلهم التراث الشعبي في بعض أعماله مثل قصص "ألف ليلة وليلة وغيرها. وفى الستينيات طرح "يوسف إدريس" في ثلاث مقالات بعنوان " نحو مسرح عربي" الدعوة إلى محاولة استلهام التراث الشعبي في محاولة لإبداع شكل مسرحي عربي صميم وتكررت هذه الدعوة في كتاب توفيق الحكيم "قالبنا المسرحي" وأيضا فى كتاب على الراعي "الكوميديا المرتجلة" وقد حظيت المسرحيات التي تناولت التراث الشعبي فى الستينيات بالدراسة الوافية في عدد من الكتب والأبحاث والرسائل العلمية والدراسات المنشورة في الدوريات أما المسرحيات التي تقع في الفترة الزمنية التي يتناولها البحث والتي استلهمت من التراث الشعبي فلم تستنفذ بعد كمادة للبحث. وقد أختار الدارس أحد عناصر التراث الشعبي وهو الشخصية التراثية الشعبية حتى يتسنى له دراسة كافة جوانب تناولها بطريقة شافية. ومن الطبيعي أن يختلف تناول كتاب تلك الفترة المعنية بالدراسة للشخصية التراثية الشعبية من كاتب لآخر طبقا لرؤيته الفكرية ومعالجته الفنية ومعايشته لأحداث مجتمعه. |