تعد الجامعة مؤسسة اجتماعية، أنشأها المجتمع لخدمة أغراضه التنموية، باعتبارها تؤثر في المجتمع من خلال ما تقوم به من وظائف متعددة، وكلما كانت الجامعة أكثر التحامًا بمجتمعها من خلال وظيفتها الثالثة المتمثلة في خدمة المجتمع، كانت أكثر قدرة على تحقيق وظائفها في الاستجابة لمطالب المجتمع، والمساهمة في تطويره، ولكن لم تعد الجامعات قادرة على خدمة المجتمع وتحقيق أهدافه بالقدر الكافي، ومن ثم تبحث الجامعات عن نماذج تساعد في تحسين أدائها التنافسي، وأداء أعمالها بكفاءة وفاعلية، والاستفادة من نموذج جامعة الشركات في تأهيل الجامعات المصرية للمشاركة الفاعلة في تفعيل وظيفتها في خدمة المجتمع، وتلبية احتياجات مؤسسات العمل والإنتاج، حيث يقدم نموذج الجامعة للشركات بنية تعليمية إستراتيجية، يمكنها ربط العمليات الإستراتيجية والتعلم التنظيمي مع بعضها البعض؛ لتحقيق أبعاد الوظيفة الثالثة للجامعات، ومن هذا المنطلق، يمكن أن تساعد جامعة الشركات الجامعات التقليدية على تخطي الصعوبات ومواجهة التحديات التي تواجهها، خاصة فيما يتعلق بوظيفة خدمة المجتمع، وانطلاقًا من ذلك، استهدف البحث الحالي تعرُّف واقع تحقيق جامعة بنها لأبعاد الوظيفة الثالثة في ضوء فلسفة جامعة الشركات ، وهي: التعليم المستمر، ونقل التقنية والابتكار، والشركات المجتمعية، وذلك من خلال استبانة موجهة لأعضاء هيئة التدريس بجامعة بنها، وتوصل البحث إلى ضعف تحقيق الجامعة لبُعد نقل التقنية والابتكار، في حين جاء واقع تحقيق بُعدي التعليم المستمر والشركات المجتمعية بدرجة متوسطة؛ وذلك طبقًا لآراء أفراد العينة، لينتهي البحث بوضع سيناريوهات لتفعيل أبعاد الوظيفة الثالثة للجامعة في ضوء فلسفة جامعة الشركات. |