تعد هذه الدراسة التي بين أيدينا محاولة للكشف عن رؤي وأفكار بيريس جوت الجمالية والفنية، وتوضيح العديد من المفاهيم والأفكار التي يتم طرحها في علم الجمال والفن من خلال تصور "جوت" لهذه المفاهيم والأفكار، فقد قدم "جوت" مفهوماً متميزاً للفن وهوالمفهوم العنقودي، وأن هذا المفهوم هو المناسب لفهم الفن، ويري في "العنقودية" أن سرد مفهوم الفن يكتسب الدعم إذا كان يتناسب مع نظريات حقيقية حول الفن، أي إذا كان له فائدة إرشادية، وكذلك نقد "جوت" لنظريات الموقف الجمالي ويطرح وجهة نظره من خلال نقده الآراء السابقة بما في ذلك "روجر سكرتون" و "إمانويل كانط".
والقيمة الفنية والجمالية متكافئة عند "جوت" فهو يري أن الخصائص الجمالية للأعمال الفنية هي خصائصه التقييمية، ووجد أن الخصائص الجمالية للموضوعات الطبيعية تندرج تحت الخصائص الجمالية للأعمال الفنية.وكذلك فيما يتعلق بالعاطفة عند "جوت" فهي حالة ذاتية يمكن الشعور بها، وهي حالة يمكن أن تحفز الأفعال بشكل مميز، وبالنظر إلى أهمية العواطف في التعليم الأخلاقي فإن الاستجابات العاطفية للأحداث الممثلة تشكل وسيلة قوية للتنوير الأخلاقي في الفن.
وفيما يتعلق بالقضية الجوهرية بين الجمال والأخلاق، فإن "جوت" يعرض ثلاثة اتجاهات رئيسية فلسفية في هذه القضية ، وهي: الاستقلالية الذاتية(الجمالية)، والسياقية، والأخلاقية(التي تتعلق بالأفعال والمشاعر)، ثم يرفض"جوت" هذه المذاهب ويقدم مجموعة من الحجج التي تؤكد رفضه، ليدافع عن الأخلاقية(التي تتعلق بسمات الشخصية والعقلانية). وقدد حدد"جوت" أسس أخلاقية منها عقلانية القيم والعقل العملي متأثراً في ذلك بــ "كانط".
|
