إن نهاية عصر الوقود الحفري أصبح علي مرمي البصر وبينما يخرج العالم من أزمة للطاقة لينتقل إلي أخري نجد الاعتماد علي الوقود الحفري يهدد بإخراج الاقتصاد العالمي عن مساره أو بإفساد البيئة التي تعتمد علي مساندة الأنظمة التي تعمل بها وإذا كان لنا أن نوفر لأجيالنا القادمة عالماً صحياً ومزدهراَ فبم يعد هناك غير بضع عقود قليلة لكي نعيد توجيه اقتصاديات الطاقة.
العوامل الاقتصادية لأزمة المناخ والطاقة
ملخص الدراسة
استعرضت الدراسة أزمة المناخ والطاقة الراهنة وأزمة الطاقة الجديدة ليست ذات الصلة فقط إلى ارتفاع أسعار النفط أو إلى استنفاد احتياطي النفط والغاز ولكنها أزمة جديدة تأتي مؤخرا من قضايا تغير المناخ في اقتصاديات الطاقة والجغرافيا السياسية وعلي الرغم من الانتفاء الطويل إلي واقع أزمة المناخ ألا أن الواقع اعترف بظاهرة احترار المناخ وهو ما يعرف بالاحتباس الحراري وأيضا اعترف بها المجتمع العلمي الدولي ولكن لا أحد يعرف بالضبط ماذا ستكون الآثار المادية والاقتصادية والجيوسياسية والآثار الاجتماعية لهذه الظاهرة وهل يمكن أن تكون مكلفة للغاية بالنسبة للاقتصاد العالمي وجدير بالذكر أن ما يجعل هذه الأزمة مختلفة عن الأزمات التي سبقتها هو إضافة عنصر المناخ إليها فاليوم المجتمع العلمي الدولي يقر ويثبت حقيقة ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية (فيما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري) ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم بالآثار المادية أو الجيوسياسية أو الاجتماعية لهذه الظاهرة فمن الممكن أن تكون هذه الظاهرة مكلفة جداً للاقتصاد العالمي وخاصة الدول الفقيرة منه فمن ناحية ملايين من الأمم يتجهوا إلي زيادة حجم استهلاكهم من الطاقة من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية لديهم ومن ناحية أخري فأنه ينبغي علي المجتمع الدولي تقليل وتخفيف غازات الانبعاث الحراري حتى يستطيع إبقاء الكرة الأرضية نظيفة ومقبول للأجيال القادمة وسوف يتفاقم وضع الأزمة إذا أخذنا في الحسبان العوامل الديموغرافية حيث أن التعداد السكاني العالمي سيزداد من 6.5 إلي 9 بليون قبل عام 2050 هذا ولابد من إلقاء الضوء إلي أن الغالبية العظمي من الأجيال القادمة ستتركز في الدول النامية وسيكون التحدي الرئيسي لمثل هذه البلدان هو إمداد شعوبها بالغذاء والماء والطاقة مع مراعاة الجانب البيئي من خلال تحقيق مثل هذه الأهداف بدون إحداث أي دمار بيئي.
وفي هذا السياق تم تقسيم الدراسة إلي ثلاثة فصول تتصدرها الإطار العام للدراسة وتعقبها الخاتمة وذلك علي النحو التالي : تنقسم الدراسة إلي خمس فصول علي النحو التالي :
في الفصل الأول بعنوان "أسباب أزمة الطاقة الراهنة" تم تناول مفهوم أزمة الطاقة الراهنة والعوامل الاقتصادية التي تؤدي إلي عدم استقرار أسعار النفط وتم استعراض نظرية ذروة النفط وترتيبا علي ذلك تم تقسيم هذا الفصل إلي المباحث الثلاثة الآتية :
المبحث الأول : أزمة الطاقة الأخيرة (الراهنة) وما يميزها عن الأزمات السابقة
يعرض هذا المبحث شواهد التحوّل القادم في عالم الطاقة ونهاية فترة الطاقة الرخيصة والعقبات التي تقف أمام الاتجاه الهادف إلي تأمين إمدادات من الطاقة عن طريق نظام يكون خفيض الكربون.
المبحث الثاني : العوامل الاقتصادية التي تؤدي الي عدم استقرار أسعار النفط.
يعرض هذا المبحث تطور أسعار النفط تاريخياً وأثر الأزمة المالية العالمية على أسعار النفط الخام والعوامل الأساسية لدراسة أسعار النفط خلال المستقبل المنظور.
المبحث الثالث: نظرية ذروة النفط.
يعرض هذا المبحث مفهوم ذروة إنتاج النفط و ذروة إنتاج النفط لمصر ونقد نظرية ذروة النفط.
وفي الفصل الثاني بعنوان " الأسباب الاقتصادية لأزمة المناخ الراهنة" تم تناول مفهوم التغير المناخي وعلاقته بغازات الاحتباس الحراري و الآثار الاقتصادية لأزمة المناخ وترتيباً تم تقسيم هذا الفصل إلي المبحثين الآتين:
المبحث الأول : التغير المناخي وعلاقته بغازات الاحتباس الحراري
وتناول هذا المبحث مفهوم التغير المناخي و ومفهوم ظاهرة الاحتباس الحراري وأسباب هذه الظاهرة وشواهد التغير المناخي في مصر.
المبحث الثاني : الآثار الاقتصادية لأزمة المناخ
تناول هذا المبحث الآثار والتداعيات الاقتصادية والبيئية لظاهرة الاحتباس الحراري وفق تقرير ستيرن و علاقة ارتفاع درجات الحرارة بارتفاع التكلفة الاقتصادية و التحديات الاقتصادية لظاهرة الاحتباس الحراري وفقاً لدراسة نورداس والآثار الاقتصادية لظاهرة التغير المناخي علي مصر.
أما عن الفصل الثالث فقد جاء تحت عنوان " النتائج الاقتصادية المترتبة علي أزمة الطاقة والمناخ" وتناول هذا الفصل دلائل انخفاض الاستثمار في مشروعات الوقود الاحفوري وضرورة التوجه إلي الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة والجهود الدولية المبذولة لمواجهة أزمة المناخ و الطاقة الراهنة حيث تم تقسيم هذا الفصل إلي المبحثين الآتين :
المبحث الأول: انخفاض الاستثمار في مشروعات الوقود الاحفوري وضرورة التوجه إلي الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة
وتطرق هذا المبحث إلي شواهد انخفاض الاستثمار في مشروعات الوقود الاحفوري واستعرض مصادر الطاقة المتجددة ومفهومها ومستقبل استخدام الطاقة النووية في القرن الواحد والعشرين.
المبحث الثاني: الجهود الدولية المبذولة لمواجهة أزمة المناخ والطاقة الراهنة
تناول هذا المبحث التحديات والجهود الدولية حول قضايا التغيرات المناخية وتحسين كفاءة الطاقة وتقنية عزل الكربون كوسيلة للتخفيف من حدة التغير المناخي العالمي وآلية التنمية النظيفة لمجابهة التغير المناخي العالمي.
وقد تم التوصل إلي مجموعة من النتائج والتوصيات والتي تم عرضها في خاتمة الدراسة.
|
