ملخـــص الـــدراســـة :
تتناول هذه الدراسة أحد الموضوعات الهامة فى تاريخ الفكر الفلسفى قديماً ووسيطاً . فمبحث الأخلاق واحداً من أهم المباحث الفلسفية إن لم يكن أهمها على الإطلاق من حيث أنه أوثقها إتصالاً بحياة الإنسان اليومية وأكثرها قدرة على إظهار فضيلته وبيان أسباب سعادته، وعوامل خيريته، وهذا المبحث لا تكمن قيمته فى محتوى القيم التى يتضمنها فحسب، بل فى كونه يساير ويوجه السلوك الفكرى والعملى للإنسان فى كل مرحلة من مراحل التفكير البشرى، ويتحدد دور الأخلاق فى حرصها على تنظيم الحياة البشرية على تنوعها وإرساء القواعد العامة للسلوك والمعاملات.
والأخلاق هى علم الصواب والخطأ فى السلوك، بل وتسعى إلى تحديد المثل الأعلى الذى ينطوى عليه السلوك، ومن هنا يمكننا القول أن موضوع الأخلاق هو علم معيارى وهو دراسة شاملة للمثل الأعلى للحياة البشرية وللصالح الأعلى فيها. والأخلاق كعلم يميز بين الخير والشر، الفضيلة والرذيلة، فالأخلاق علم معيارى يدرس ما ينبغى أن يكون عليه السلوك الإنسانى، ومهمتها إيقاظ الإحساس بالقيم الإنسانية العليا لتنقاد تجاه المُثل العليا وتسمو فوق مستوى الطبيعة خلال وعى أخلاقى.
والمثل الأعلى هو ما يرضى العقل والعاطفة إرضاءً كاملاً، ويطلق على ما نهتم به من الأمور الأخلاقية والعقلية والجمالية. ويجب أن يكون لكل إنسان "مثل أعلى" يسعى لتحقيقه ويوجه أعماله للوصول إليه، وكذلك يحيط بالإنسان قوى مختلفة: شهوات تتجاذبه وصعوبات تعترضه، ومؤثرات متباينة، فإن لم يحدد غرضه ويعين مثله الأعلى قسّمته هذه القوى وإضطربت مسالكه.
وتتكون الدراسة من مقدمة وبابين وكل باب مكون من فصلين وخاتمة، فضلاً عن المصادر والمراجع والقواميس العربية والأجنبية، على النحو التالى:
الباب الأول: بعنوان المثل الأعلى للأخلاق فى الفكر الفلسفى القديم ، ويتألف من فصلين، الفصل الأول يتناول المثل الأعلى للأخلاق عند اليونان فى العصر الهللينى من خلال فلسفتى سقراط وأفلاطون . والفصل الثانى بعنوان المثل الأعلى للأخلاق عند اليونان فى العصر الهللينستى من خلال مذهبى الرواقية وأفلوطين.
والباب الثانى: بعنوان المثل الأعلى للأخلاق فى الفكر الفلسفى الوسيط ، ويتألف من فصلين، الفصل الأول تحت عنوان: المثل الأعلى للأخلاق عند القديس أوغسطين. والفصل الثانى بعنوان: المثل الأعلى للأخلاق عند القديس بونافنتورا .
ولقد استخدمت فى هذه الدراسة بعض مناهج البحث أهمها المنهج التاريخى والمنهج التحليلى والنقدى، ولا شك أنها مناهج تستقيم تماماً مع موضوع البحث. وإعتمدت على مصادر ومراجع عربية وأجنبية معظمها إصدارات حديثة لاسيما المراجع الأجنبية، وقد جاءت وافية تماماً بغرض الدراسة.
|