في ظل التغيرات المناخية الحالية تسعى العديد من الدول الى استخدام شبكات البنية التحتية الخضراء (Green Infrastructure) لتتكامل مع الشبكات الرمادية لما لها من ايجابيات على المستوى البيئي والاجتماعي والاقتصادي. وتتميز شبكات البنية التحتية الخضراء بتنوع تطبيقاتها سواء على مستوى المبنى او العمران او الاقليم ككل والتكامل بين مختلف هذه التطبيقات هو الذي يعظم من الاثر البيئي لها. وتمثل حدائق السطح احد التطبيقات لشبكات البنية التحتية الخضراء التي يركز عليها البحث ويقترح تطبيقها على نطاق اوسع في مصر، لما تعانيه معظم المدن المصرية من الاجهاد البيئي والاجتماعي والاقتصادي.
تعتبر مدن اقليم القاهرة الكبرى من اكثر المدن في مصر التي تعاني من العديد من المشكلات منها سوء نوعية الهواء والضوضاء المفرطة والكثافة العالية والاختناقات المرورية وتزايد عدد السكان وتناقص نسبة المسطحات الخضراء. وعلى الرغم من التأثير الايجابي للحدائق في المناطق الحضرية على استدامة المجتمعات العمرانية الا ان هناك قصور شديد في نسبة وتوزيع المسطحات الخضراء مما يؤثر على الانظمة البيئية والتنوع البيولوجي في مدننا المعاصرة . وتعتبر الاسطح الخضراء احد السبل لتعزيز استدامة المدن نظرا لما لها من فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية.وبالرغم من التحديات الاقتصادية والتنفيذية التى تصاحب عملية زراعة الاسطح . الا ان الفوائد المباشرة والغير مباشرة اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا اكبر واوسع من جميع الجوانب .
ويهدف البحث الى توضيح التحديات التشريعية والتنفيذية لحدائق الاسطح في المدن الجديدة بالأضافة الى الفوائد الناتجة عن تصميم حدائق الاسطح على الوحدات السكنية وعلى المدينة بصفة عامة .
ويتناول البحث بالدراسة استخدام تقنية زراعة حدائق الاسطح في المدن الجديدة كوسيلة لتحقيق الاستدامة ويعرض البحث الدراسات النظرية لحدائق الاسطح و دراسة تطبيقية في احد المدن الجديدة – مدينة الشيخ زايد – ويخلص البحث الى منهجية تطبيقية لتنفيذ هذا النموذج في العديد من المدن الجديدة. |