إن المتأمل في طبيعة معاملة المجتمعات الإنسانية للأشخاص المكفوفين يرى أنها تقوم على افتراض أن الأشخاص المكفوفين مختلفون عن غيرهم من الناس وأن الشخص الكفيف بحاجة إلى الشفقة بسبب عجزه ويعيش في عالم خاص مظلم… أو افتراض آخر أنه يمتلك قدرات حسية خارقة أو قدرات موسيقية خارقة وما إلى ذلك من اعتقادات خاطئة ليست إلا حصيلة للمعلومات غير الصحيحة الناتجة عن عدم التعامل مع الأشخاص المكفوفين.
وإذا كنا نريد أن نهيئ الظروف الاجتماعية الملائمة للشخص الكفيف لتحقيق ذاته والتمتع بالمسؤوليات والواجبات والحقوق التي يتمتع بها أقرانه المبصرون فلا بديل عن تغيير مثل هذه الاعتقادات الخاطئة، فالحاجز الأكبر الذي يعيق تفاعل الشخص الكفيف مع مجتمعه ليس كف البصر بحد ذاته بل مواقف الأشخاص المبصرين نحوه التي لها أثر بالغ في تكيفه النفسي وفي مفهوم الذات لديه وفي طبيعة ظروفه الحياتية. |