ملخــص البحــث
دور فرق العمل المدارة ذاتياً في تحسين جودة الخدمات التمريضية دراسة تطبيقية على المستشفيات الجامعية.
هيئة التمريض هي العمود الفقري للخدمة الصحية بالمستشفيات، ولكن فرضت التغيرات السريعة في البيئة التنظيمية والاجتماعية، والاقتصادية والتنافسية التي تواجه قطاع التمريض بالمستشفيات الجامعية تغيرات جذرية وجوهرية مثال غياب ثقافة العمل الجماعي، النقص الشديد الحاصل في أعدادهم من جهة، ولاسيما المؤهلين منهم من جهة أخرى، وأيضاً لا يوجد مجال للترقية الوظيفية للممرضات الحاصلات على مركز أعلى أو رواتب وحوافز أكبر كما يحدث في السلم الوظيفي الإداري للوظائف الأخرى، هذا بالإضافة إلى ما فرضته العولمة من قيود وهروب الكفاءات التمريضية للقطاع الخاص والسفر للخارج للحصول على عائد مادي أكبر، مما أثر سلباً على الخدمة الطبية والتمريضية المقدمة.
مما تطلب ذلك ضرورة استخدام فرق العمل المدارة ذاتياً بالمستشفيات الجامعية واعتباره عنصراً أساسياً لإعادة هيكلة وظائف التمريض بهذه المستشفيات، وعاملاً فعَّالا لتحسين جودة الخدمات التمريضية المقدمة للمرضى والمعاونة للأطباء.
وتحقيق جودة متميزة في أداء الخدمات التمريضية يتطلب ضرورة دعم الإدارة العليا والانتقال من الثقافة الداعمة للتنظيم البيروقراطي إلى الثقافة المؤيدة للتنظيمات فرق العمل المدارة ذاتياً، والتي تقوم على مرونة التنسيق والاتصال، والتمكين للفرق التمريضية لتحقيق اللامركزية في اتخاذ القرارات والعدالة التنظيمية لهم.
وفي ضوء ما سبق، تم تحديد مشكلة البحث في ما تعانيه المستشفيات الجامعية الخاضعة للدراسة من ضعف ثقافة العمل الجماعي للتمريض، وكذلك نقص الكوادر التمريضية ذات الكفاءة المتخصصة والمهارات المتنوعة اللازمة لاستخدام فرق العمل المدارة ذاتياً بالشكل الكافي، مما أدى إلى انخفاض مستوى جودة الخدمات التمريضية المقدمة للمرضى والمعاونة للأطباء.
ويمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤلات التالية والتي يسعى البحث الإجابة عليها:
• أين تقف المستشفيات الجامعية الخاضعة للدراسة من هذا التوجه- استخدام فرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً – بصفة خاصة؟
• وما هي مقومات استخدام فرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً؟
• وهل توجد علاقة حقيقية بين أبعاد الخصائص السلوكية لفرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً وجودة الخدمات التمريضية؟
يقوم البحث على ستة فروض وهي:
1- لا يوجد اختلاف جوهرى ذو دلالة إحصائية فى إدراك كل من الأطباء والممرضات لدرجة توفر مقومات تطبيق فرق العمل المدارة ذاتيا متمثلة فى (دعم الإدارة العليا، والثقافة التنظيمية المؤيدة للفريق، والعدالة التنظيمية، وإعادة الهيكلة) فى المستشفيات محل الدراسة.
2- لا يوجد اختلاف جوهرى ذو دلالة إحصائية فى إدراك الممرضات لدرجة توافر خصائص فرق العمل المدارة ذاتيا الفعّالة بين المستشفيات محل الدراسة.
3- لا توجد علاقة ارتباط طرديه ذات دلالة إحصائية بين توفر مقومات تطبيق فرق العمل المدارة ذاتيا ودرجة توفر الخصائص المميزة لنجاح هذه الفرق من وجهة نظر الأطباء والممرضات في المستشفيات محل الدراسة.
4- لا يوجد اختلاف جوهرى ذو دلالة إحصائية بين الأطباء والممرضات فى إدراك الأهمية النسبية لمقومات تطبيق فرق العمل المدارة ذاتيا وتأثيرها على خصائص هذه الفرق بالمستشفيات محل الدراسة.
5- لا يوجد اختلاف جوهرى ذو دلالة إحصائية بين تمريض مستشفيات جامعة عين شمس وبنها فى ادراك الاهمية النسبية لخصائص فرق العمل التمريضية المدارة ذاتيا وتأثيرها على جودة الخدمات التمريضية الفعلية المقدمة للأطباء فى المستشفيات محل الدراسة.
6- لا توجد اختلافات ذات دلالة إحصائية بين إدراك المرضى والأطباء للفجوة بين: توقعاتهم لمستوى جودة خدمات الفرق التمريضية، وبين إدراكهم للمستوى الفعلي الخدمة التمريضية المقدمة بالمستشفيات محل الدراسة.
وفي ضوء مشكلة البحث وأهدافه وفروضه، تتكون الرسالة من ست فصول، ركز الفصل الأول على الإطار المنهجي للدراسة، ثم تناول الفصل الثاني المقومات المؤثرة على خصائص فرق العمل المدارة ذاتياً، أما الفصل الثالث جودة الخدمات التمريضية لفرق العمل المدارة ذاتياً، وتناول الفصل الرابع تحليل واقع فرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً ودوره في تحسين جودة الخدمات التمريضية، ثم تناول الفصل الخامس الدراسة الميدانية، وأخيراً تناول الفصل السادس النتائج والتوصيات.
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، حيث أنه فيما يتعلق باختبار صحة الفرض الأول ثبتت صحته جزئيا حيث لا يوجد اختلاف جوهري ذو دلالة إحصائية بين إدراك كل من أطباء مستشفيات جامعة عين شمس وبنها لمقومات فرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً، كما أظهرت نتائج اختبار الفرض الأول أيضاً وجود اختلاف جوهري ذو دلالة إحصائية بين إدراك كل من تمريض مستشفيات جامعة عين شمس وبنها لمقومات هذه الفرق.
• وفيما يتعلق باختبار صحة الفرض الثاني تم رفض فرض العدم وقبول الفرض البديل أي وجود اختلاف جوهري بين إدراك الفرق التمريضية بمستشفيات جامعة عين شمس وبنها لخصائص فرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً، حيث تمثل أبعاد التمكين بالمشاركة والتماسك أكثر إدراكاً لفرق تمريض مستشفيات جامعة عين شمس حقق المركز الأول وأبعاد التفكير الابتكاري حقق المركز الخامس والأخير، بينما الفرق التمريضية بمستشفيات جامعة بنها، حققت نتائج مختلفة عكس ما سبق.
• أما بالنسبة لاختبار صحة الفرض الثالث تم رفض العدم وقبول الفرض البديل أي وجود علاقات ارتباط طردية ذات دلالة إحصائية بين توفر مقومات تطبيق فرق العمل المدارة ذاتياً ودرجة توفر الخصائص المميزة لنجاح هذه الفرق من وجهة نظر أطباء وممرضات مستشفيات جامعة عين شمس وبنها.
• وبالنسبة لاختبار صحة الفرض الرابع تم رفض فرض العدم وقبول الفرض البديل أي يوجد اختلاف جوهري ذو دلالة إحصائية بين أطباء وتمريض مستشفيات جامعة عين شمس عن أطباء وتمريض مستشفيات جامعة بنها.
حيث أظهرت نتائج نموذج أطباء وتمريض مستشفيات جامعة عين شمس أن أكثر مقومات تطبيق فرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً كمتغيرات مستقلة تأثيراً على خصائص هذه الفرق أولاً: إعادة الهيكلة، ثانياً: العدالة التنظيمية، ثالثاً: الثقافة التنظيمية المؤيدة للفريق.
أما نموذج أطباء وتمريض مستشفيات جامعة بنها أظهرت نتائجه أن أكثر مقومات تطبيق فرق العمل المدارة ذاتياً كمتغيرات مستقلة تأثيراً على خصائص هذه الفرق، أولاً: دعم الإدارة العليا، ثانياً: العدالة التنظيمية، وثالثاً: الثقافة التنظيمية المؤيدة.
• أما بالنسبة لاختبار صحة الفرض الخامس تم رفض فرض العدم وقبول الفرض البديل أي يوجد اختلاف جوهري ذو دلالة إحصائية بين تمريض عين شمس وبنها في إدراك الأهمية النسبية لخصائص فرق التمريض المدارة ذاتياً وتأثيرها على جودة الخدمات التمريضية الفعلية، حيث أظهرت نتائج (نموذج تمريض مستشفيات جامعة عين شمس) أن أكثر مكونات خصائص فرق العمل التمريضية المدارة ذاتياً تأثيراً على جودة الخدمة التمريضية الفعلية أولاً: مرونة التنسيق والاتصال، ثانياً: التمكين بالمشاركة والتماسك. أما (نموذج تمريض مستشفيات جامعة بنها) أظهرت النتائج أن أكثر مكونات خصائص فرق العمل التمريضية تأثيراً على جودة التمريض الفعلية تتمثل في الثقة والالتزام بمعايير العمل.
• أما فيما يتعلق باختبار صحة الفرض السادس تم رفض فرض العدم وقبول الفرض البديل أي يوجد اختلاف جوهري ذو دلالة إحصائية بين توقعات المرضى والأطباء لمستوى جودة خدمات الفرق التمريضية وبين إدراكهم لمستوى الخدمات التمريضية المقدمة بالفعل في المستشفيات الخاضعة للدراسة.
وفي نهاية هذا البحث قُدم عدد من التوصيات، صُنفت إلى مجموعتين الأولى: توصيات من الناحية التنفيذية للمستشفيات الجامعية الخاضعة للدراسة، والثانية: توصيات للمستشفيات الجامعية بشكل عام.
وأخيراً، قدم البحث مقترحاًتطبيقياً لتبني مدخل الخصائص السلوكية لفرق العمل المدارة ذاتياً لتحسين جودة الخدمات التمريضية بالمستشفيات الجامعية، هذا المقترح من الممكن تطبيقه في المستشفيات الجامعية، وغيرها من المؤسسات الصحية، بهدف تحسين أداء الخدمات التمريضية بتلك المؤسسات.
|