تقوم هذه الدراسة بالتركيز على المعالجة الروائية للسياسة الخارجية الأمريكية فى نطاق فكر حركة المحافظين الجُدد بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وذلك من خلال روايتى:
- كيان من الاكاذيب: للكاتب الأمريكى دافيد إجناشيوس.
- حقائق حرجة: للكاتب البريطانى جون لوكارى.
إذ تقدم فالروايتان نموذجا فريدا للسياسة الخارجية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة تجاه الشرق الأوسط. وتسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتيه:
أ- دراسة مدي تأثير المحافظين الجدد علي السياسة الخارجية لأمريكا وبريطانيا، ودورهم فى تصعيد العنف على المستوى الدولى.
ب-توضح السلبيات الناتجة عن استخدام أمريكا للقوة العسكرية والعمليات الخاصة فى حل المنازعات السياسية وتُسلط الضوء علي سياسة القمع الأمريكية، والتي تتخذ مظهرا سلميا في مكافحة الإرهاب، ونشر الديمقراطية لتخفي وجها استعماريا جديدا.
ج- إظهار كيفية تجسيد الروايتين لفكر مذهب المحافظين الجُدد، ودور كل منها فى دعم أو معارضة هذه الحركة السياسية، وتعتمد الدراسة المنهج التحليلي والإستنباطي في معالجة المنظور النقدي وكذلك النصوص الإبداعية من أجل التوصل الي الطريقة المثلي لسبر أغوار الروايات والكتاب.
تنقسم الدراسة الي ثلاثة فصول ومقدمة وخاتمة:
الفصل الأول:
• يعرض هذا الفصل لمحة موجزة عن حركة المحافظين الجدد كقاعدة أساسية لهذه الدراسة: يشير فيها الي الجذور التاريخية لحركة المحافظين الجدد وتطور منهجها حتي تأوجت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتصبح الأيديولوجية المهيمنة علي السياسات الخارجية الأمريكية. جسدت حركة المحافظين الجدد صوت الحرب واستخدام القوة العسكرية كحل أمثل في حل المنازعات وتعزيز الهيمنة الأميركية علي العالم.
• يتناول الفصل عرضا تفصيليا للأهداف النبيلة التى تزعُم الحركة الوصول إليها، وما تحققه بالفعل علي أرض الواقع. كما تشير إلى موقف المحافظين الجُدد من الإسلام، ودورها الرئيسي في تشويه صورة الإسلام والمسلمين لكى تتمكن من الوصول إلى أهدافها.
• كما يشير الفصل أيضا الي بعض الأعمال الأدبية التي تناولت تجسيد حركة المحافظين الجدد بصورة عامة علي في عملين أدبيين هما "كيان من الأكاذيب" للكاتب دافيد اجناشيوس و "حقائق حرجة" للكاتب جون لوكاري، وما تزعم الوصول إليه من مكافحة الإرهاب، ونشر السلام، والديمقراطية، وعلاقتها بالواقع الذى يتميز بالفوضى، وانعدام الأخلاق.
وذلك من خلال تحليل روايتي كيان من الاكاذيب: للكاتب الأمريكى دافيد إجناشيوس، حقائق حرجة: للكاتب البريطانى جون لوكارى.
الفصل الثانى:
يهدف إلى دراسة أسباب تصاعد الإرهاب في الشرق الأوسط، وعلاقته بحركة المحافظين الجُدد، وكيفية معالجة الكاتبين لهذا العنف. ويتوصل الباحث من خلال تحليل الروايتين في سياق هذه الحركة الي أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا يمكن انسابه لحضارة بذاتها، وإنما التطرف الديني والتعصب القومي المصحوب بالتفكير الإجرامي لإشباع المصالح الخاصة هما المسؤلان عن ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء بغض النظر عن دينهم، مما يتسبب في زيادة الارهاب والجرائم.
الفصل الثالث:
يقوم بدراسة الآثار السلبية لحركة المحافظين الجُدد، ودورها فى فقدان الهُوية للإنسان المعاصر كما تم تجسيدها في كلتا الروايتين. ويتطرق الفصل الي الانتهاكات الأخلاقية التي نتجت عن تطبيق فكر المحافظين الجدد وما أسفر عنه من اثار سلبية علي الفرد والمجتمع.
الخاتمة:
أخيراً تأتي الخاتمة، والتي تلخص مضمون الدراسة الناتج من تحليل رويايتي كيان من الأكاذيب: للكاتب الأمريكى دافيد إجناشيوس، وحقائق حرجة: للكاتب البريطانى جون لوكاري، و يمكن القول ان المقارنة بين هاتين الروايتين قد أكدت علي أن حركة المحافظين الجدد ذات اتجاهات إمبريالية واستعمارية، ينبع دافعها من تعصب ديني وتطرف وخدمة المصالح الخاصة ولكنها ترتدي ثوبًا ليبراليًا؛ حيث أنها تشير الى ضرورة التدخل الأمريكي في دول الشرق الأوسط لنشر الديمقرطية والقضاء علي الإرهاب.
|