يضم هذا الكتاب بين دفتيه موضوعًا مهمًا لاتجاهين مرتبطين أثرا تأثيرًا بالغًا فى تاريخ مصر المعاصر هما، الحروب والاقتصاد، ففى فترة سبعة عشر عامًا جمعت فيها مصر بين العهدين الملكى والجمهورى، كُتب عليها الخضوع للحرب العالمية الثانية (1939- 1945) وخوض حربى فلسطين (1948) والصمود فى حرب السويس (1956)، وقد امتدت تداعيات هذه الحروب على الحياة المصرية بكافة مناحيها اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا. ولما كان الاقتصاد القاعدة الأساسية التى يُشيَّد عليها المجتمع ويُقيَّم، فإن مصر عانت منه كثيرًا أثناء هذه الحروب وبعدها، حيث فقدت القدرة على الاستمرارية فى التواصل الاقتصادى، أى إنها لم تكن تمضى فى السير قدمًا لمواجهة خسائر الحرب وما ترتب عليها حتى تدخل فى حرب جديدة، وهكذا ..
ولكن على الرغم من صعوبات المواجهة التى فرضت على مصر المزيد من الضغوط فى مختلف النواحى داخليًّا وخارجيًّا، فإنها لم تستسلم على طول الخط إنما بذلت مجهودات وسجَّلت تحديات تُحسب لها، ومع ذلك فقد تَعثَّرت أمام العقبات عبر هذا الطريق، إذ سرعان ما قدر لها أن تدور فى تروس الحروب، لتبدأ مرة أخرى فى المعاناه من جديد ...
|