تسعي هذه الورقة للتعرف على واحد من أرباب المال والسياسة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، هو علىّ الشمسى باشا (1887-1962) الذي حصل على الدكتوراه فى القانون من فرنسا، وبدأت حياته السياسية مبكرًا حيث كان من أتباع الحزب الوطنى، وأحد المقربين إلى رئيسه محمد فريد، وانتخب عضوًا فى الجمعية التشريعية عام 1913، وفى البرلمان المصري عقب ذلك، كما قام بدور مهم في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني للبلاد، وفي تأسيس حزب الوفد، والخروج عليه، فضلاً عن أنه تولي منصب وزير المالية في وزارة سعد زغلول الأولى (وزارة الشعب) عام 1924، ثم وزارة المعارف العمومية خلال الفترة (١٩٢٦ ــ 1928). هذا بالإضافة إلى دوره الاقتصادي، إذ اعتزل الشمسى الحياة السياسية مُنذ مطلع الأربعينيات وتفرغ للنشاط الاقتصادى، وقد استطاع أن يحفظ لنفسه من خلال هذا التحول سجلاً حافلاً بالإنجازات التاريخية المتعددة، فقد كان بطبيعة نسبه من كبار ملاك الأراضى الزراعية، بكل ما كانت تحمله هذه الطبقة من نشاطات اقتصادية واسعة، سواء فى التجارة المال أو فى إدارة مجالس الشركات، حيث كان رئيسًا لشركة مياه القاهرة، ولشركة التبريدات المصرية، وعضوًا بمجلس إدارة شركة طرة للأسمنت، زد على ذلك توليه لرئاسة مجلس إدارة صحيفة الأهرام لرئاسة، ومجلس إدارة البنك الأهلى المصرى عام 1940، وكان أول مصرى يتولى هذا المنصب الرفيع، ومن ثم أصبح وطيد الصلة بكبار رجال المال فى "وول ستريت Wall Street" بلندن، وقاسمًا مشتركًا فى كافة المفاوضات المالية بين مصر بريطانيا، واستمر فى إدارة هذا البنك حتى فبراير 1960، وقد تمكن خلال هذه الفترة الطويلة أن يخطو بالبنك وبالاقتصاد المصري خطوات واسعة نحو تحقيق استقلال مصر المالى والاقتصادى. |
