تتحدد أهداف البحث فيما يلي :
- معرفة معايير الصورة الذهنية للمتدين في الدراما المصرية .
- التعرف علي مدي مقاربة صورة المتدين في الدراما المصرية للواقع الاجتماعي المعاش .
– تقديم إطار تحليلي لصورة المتدين في الدراما المصرية من خلال مجموعة من المتغيرات تشمل تفاعل المتدين داخل أسرته وفي محيط أصدقائه .
– تحديد ملامح صورة المتدين في الدراما وتنويعها في اطار مدي تدعيمها للبني الثقافية والاجتماعية السائدة او مواكبتها لدعاوي تربط بين الاعلام والمسئولية .
- التعرف علي الأهداف التي يسعي المتدين الي تحقيقها كما تعكسها الدراما المصرية .
- الكشف عن طريقة المشكلات التي تواجه المتدين وأسبابها وطرق حلها كما تعكسها الدراما المصرية .
يتكون مجتمع البحث من الدراما المتمثلة تحديداً في الدراما المصرية التي تناولت صور المتدين ، ويرد تحت هذا التعريف لمجتمع البحث عدة أفلام سينمائية وعدد من المسلسلات التليفزيونية والتي تفاوت تناولها لصورة المتدين من حيث المساحة وطبيعة الأدوار والحقبة التاريخية التي انتجت وعرضت فيها هذه الأعمال والمؤسسات القائمة علي إنتاجها والوسائل التي تولت عرضها
اختار الباحث عينة عمدية من الأفلام السينمائية التي تم عرضها قبل ثورة 25 يناير ، واعتمد في تحليل مضمون هذه الأفلام علي أسلوب الفترات الكاشفة حيث تم تحديد مجموعة من الفترات التي شهدت إنتاج بعض هذه الأفلام وأحداث دينية وسياسية كان لها تأثير سواء بالسلب أو الإيجاب في كل مجالات الحياة في مصر وتلك الفترات تبدأ من عام 1995 حتي عام 2008 ( 81 ) ، كما اختار الباحث عينة عمدية من المسلسلات التليفزيونية التي عرضها التليفزيون المصري بعد ثورة 25 يناير حتي عام 2016 والتي شهدت أيضاً أحداثاً مفصلية في تاريخ الأمة المصرية ( 82 ) .
وقد قام الباحث بتحليل ست مسلسلات تليفزيونية وستة أفلام سينمائية ، بلغت مدة عرضها دقيقة أي 58ق 120س ، والجدول التالي يوضح عينة البحث المختارة ، وذلك للوقوف علي الصورة التي ظهر بها المتدين سواء كانت في إطار شخصيات محورية أو رئيسية أو ثانوية بما تحمله من سمات وقيم وأهداف كذلك مشكلاتها وطريقة تعاملها والأساليب التي تقدمها المسلسلات لمشكلاتها ودورها في حلها .
أهم ما توصل إليه البحث علي المستويات الإيجابية والسلبية لتلك الصورة ، وأهم السمات التي ظهر بها المتدين ، وذلك علي النحو التالي :
1- تتفق نتائج هذا البحث مع نتائج بعض الدراسات السابقة في أن الصورة التي تقدمها الدراما المصرية عن المتدين هي صورة إيجابية حيث ركزت الدراما علي الأدوار والسمات الإيجابية للمتدين .
2- علي الرغم من أن قضايا وموضوعات أهل الحضر والمدن التي يعيش فيها المتدين احتلت المرتبة الأولي ، وهناك تحيز كبير لكتاب الدراما سواء في التليفزيون او في السينما الي قضايا ومشاكل سكان المدن إلا أن المجتمعات الريفية والبدوية بقضاياها ومشاكلها لم تغب في الدراما المصرية محل الدراسة .
3- اهتمت الدراما المصرية محل الدراسة بقضايا المجتمعات الأجنبية أكثر من اهتمامها بقضايا ومشاكل المجتمعات العربية .
4- غالبية الأدوار التي قام بها المتدين في الدراما المصرية محل الدراسة هي أدوار رئيسية ، وهو ما يعكس تطوراً واضحاً في محورية الدور المنوط بالمتدين درامياً.
5- قدمت الدراما المصرية صورة صحيحة ومتطابقة مع واقع المتدين ، حيث اهتمت بتوضيح المستوي التعليمي لغالبية الشخصيات المتدينة والحاصلين علي مؤهلات عليا ، والحاصلين علي مؤهل فوق المتوسط ومؤهل متوسط ، وهو ما يؤكد رغبة كتاب الدراما المصرية في تقديم الشخصيات المتدينة في وضع متميز تعليمياً بما يعكس صورة إيجابية لهم كي تتواكب مع التطورات والتغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري.
6- انحازت الدراما المصرية الي فئة المتدين الثري ذي المستوي الاقتصادي والاجتماعي المرتفع ، حيث جاءت الشخصيات المنتمية الي المستوي الاقتصادي المرتفع وفوق المتوسط في مركز متقدم بنسبة 62,6% ، وهذه الصورة لا تعكس واقع الظروف الاقتصادية في مصر حيث أن أغلبية الأفراد ينتمون الي نوع الأسر المتوسطة والفقيرة والمعدمة .
|