في مجال التخطيط العمراني للمدينة، ظهرت مناهج كثيرة للتخطيط حيث تم اتباع خطوات منهجية لتخطيط المدن الجديدة او لاعادة تخطيط المدن القائمة، وفي منتصف الخمسينات من القرن الماضي ظهرت مناهج تعتمد على اشراك المجتمع وفئاته المختلفة في عملية التخطيط، واستمر ظهور وبلورة تلك المناهج حتى ظهور منهج التخطيط الاستراتيجي في الستينات من القرن العشرين.
وتعتبر مصر من الدول التي اتبعت خطوات محددة في التخطيط العمراني منذ بداية القرن التاسع عشر، شملت تطبيق منهج التخطيط الشامل في ظل قانون التخطيط العمراني رقم (3) لسنة 1982 ولائحته التنفيذية وذلك حتى عام 2008 حيث تم تطبيق منهج التخطيط الاستراتيجي في ظل قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008.
ويناقش البحث قضية تطبيق منهج التخطيط الاستراتيجي على المدينة المصرية في ظل عدم التوافق بين مرتكزات المنهج والمناخ التنظيمي والثقافة المجتمعية الحالية، بالاضافة الى سبل معالجتها، ذلك على الرغم من نجاح تطبيق هذا النوع من التخطيط في بعض البلدان الاوربية.
ويتم ذلك من خلال دراسة حالة لثلاث مدن مصرية شارك فيها الباحث، ثم تصميم استمارة استبيان لاستطلاع راي الاستشاريين الذي شاركوا في اعداد المخططات الاستراتيجية لبعض المدن المصرية، حيث يتم التعرف على المشاكل والقضايا التي واجهت تطبيق منهج التخطيط اثناء عملية تخطيط المدينة او التطبيق، ومن ثم اعداد رؤية لكيفية تهيئة المناخ التظيمي والثقافة المجتمعية للتغلب على عدم التوافق بين النظرية والتطبيق وبالتالي تهيئة البيئة المناسبة لتطبيق منهج التخطيط الاستراتيجي على المدينة المصرية.
|