تعتبر المناطق العشوائية نوعا من تلبية احتياجات الإنسان والتعبير عن تحقيق متطلباته الأساسية التي تعجز الدولة عن حلها ، وهى- وان بدت في ظاهرها مشكلة عمرانية إلا إنها - لا يمكن فصلها عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع ما، فهي تعبير مباشر عن هذه الظروف. ومن ثم فان معالجتها كمشكلة يجب آن يكون من خلال نظرة شمولية مدركة لمدى التشابك الذي تتسم به هذه العلاقات .
وتتمركز التجمعات العشوائية في مدينة القاهرة على الأراضي الزراعية المحيطة بالشمال الشرقي (شبرا الخيمة، عين شمس ، المطرية ) وعلى الضفة الغربية للمدينة (امبابة ، بولاق الدكرور ، الأهرام ) ، وفى الجنوب (دار السلام ، البساتين )، وفى الشرق على الأراضي شبة الصحراوية (منشأة ناصر)، آو أقصى الجنوب حيث تتمركز حول المناطق الصناعية (حلوان و التبين) .
وطبقا لتقرير مجلس الوزراء في يناير 1998 فقد أظهر آن عدد المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية بلغ 1034 منطقة بخمسة عشر محافظة ، منها 81 منطقة عشوائية مطلوب إزالتها فورا (منها 13 بالقاهرة) آما المناطق العشوائية المطلوب تطويرها وتنميتها عمرانيا فعددها 953 منطقة تكلفة تطويرها تقدر بنحو 4.3 مليار جنيه ، كما أكد التقرير أن عدد سكان المناطق العشوائية يقدر بحوالي 11.561 مليون نسمة في مساحة 344 كم2 .
وفي إطار تطوير المناطق العشوائية فقد أثبتت التجارب العالمية أن السياسات التي تعاملت مع هذه المناطق بمنطق الرفض أو الإزالة لم تفلح في معالجة المشكلة ، كما أن اتباع سياسة تطوير تلك المناطق في إطار الارتقاء بالبيئة فقط قد فشلت أيضا لإغفالها دور الإنسان ( قاطني تلك المناطق) من حيث شموليته لعملية التطوير من خلال تحسين مستواهم الاجتماعي والاقتصادي وتفعيل دورهم في عمليات التطوير والصيانة لتلك المشروعات بعد ذلك .
المشكلة :
عدم توافر منهج لتطوير المناطق العشوائية يتأسس على الاستفادة من الإمكانيات المادية بالمناطق العشوائية ( الجوانب الإيجابية للنمو) والإمكانيات البشرية من خلال تفعيل دور المشاركة الشعبية في التطوير والصيانة .
أهداف البحث :
إيجاد منهجية متوازنة لتطوير المناطق العشوائية في إطار الجوانب الإيجابية الناتجة من ظهورها وتفعيل دور المشاركة الشعبية .
|