تعتبر المناطق ذات القيمة التاريخية شكل من أشكال النسيج العمرانى شديد التعقيد، تتداخل عناصره وتتشابك، وإدراك المشهد البصرى للمناطق ذات القيمة التاريخية يكون من خلال صور بصرية تخضع فى تكويناتها لقيم نابعة من جماليات العمران جنباً إلى جنب مع القيم الوظيفية، والاجتماعية داخل تلك المناطق، وأيضاً الثقافية التى يرتكز عليها جميعاً الفكر التخطيطى والتصميم العمراني. وعندما تغيب هذه القيم أو إحداها، فإن المشهد البصرى لتلك المناطق يصاب بالتشويش والاهتزاز. والاهتمام بملامح المناطق ذات القيمة التاريخية وشكلها وطابعها وجمالها ليس ترفاً كمالياً فى الحياة العمرانية، وإنما حالة فطرية حضارية تلازم مستويات التطور الحضارى للمجتمعات.
بالإضافة إلى أن المناطق ذات القيمة التاريخية تعاني حالياً من شدة التلوث البصرى والسمعى والبيئى، ومن التدهور الذى لحق ببيئتها العمرانية، مما أدى إلى حدوث تشوهات وتعديات على المبانى ومسارات الحركة والأرصفة، حتى طالت التشوهات كثيراً من المبانى ذات القيمة المعمارية المتميزة.
ومن هنا كان لابد من دراسة وتقييم مدى فاعلية تشريعات التنسيق الحضاري في الحد من التعدي على المناطق ذات القيمة (وخاصة منطقة القاهرة الخديوية)، وذلك من خلال قياس أزدواجية رد الفعل المجتمعي (المصمم العمراني ومستخدمي منطقة القاهرة الخديوية) إتجاه تلك التشريعات.
|
