ابن الجياب شاعر أندلسي لم تُسبق دراسته منفرداً في بحث علمي متخصص رغم غزارة انتاجه ( كما يوضح مخطوط شعره ) ، و رغم تميز إنتاجه الشعري وبخاصة موضوعيْ المدح والشعر الديني.
وقد أجاد ابن الجياب في توظيف الشعر الديني لخدمة أغراضه المدحية كما يكشف هذا البحث.
ويتناول هذا البحث اتجاهاً جديداً في الشعر الديني ينفرد به ابن الجياب بين الشعراء المشارقة والأندلسيين حيث ألزم نفسه بكتابة مخمسة شعرية دينية لكل حرف هجائي، ثم حوّل هذه المخمسة إلى معشرة شعرية دينية تـُبني أبياتها على نسق شكلي خاص من أبيات المخمسة.
وقد قام الباحث بحصر وإحصاء المخمسات والمعشرات في مخطوط ابن الجياب ودرسها دراسة نقدية توضح ريادة ابن الجياب في هذا النمط الجديد من الشعر الديني.
كما استعرض الموضوع الرئيسي والمتكرر في المخمسات والمعشرات ألا وهو مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتوجيه النقد الاجتماعي والوعظ الديني لطبقات كثيرة من الشعب الأندلسي في عصره وبخاصة طبقة الفقهاء ورجال العلم الديني الذين يقولون ما لا يفعلون ويلومهم ابن الجياب وينصحهم ويعظهم.
وتمثل سلسلة الأبحاث التي اختصت بالشعر الديني والمدحي عند ابن الجياب دراسات رائدة يعتز بها الباحث ، كما كرمته اللجان العلمية من أجلها لما تفتحه من
آفاق جديدة لدراسة الشعر الأندلسي في العصر الغرناطي ولما تكشفه من تميز وتفرد لعدد من شعراء العصر وعلى رأسهم ابن الجياب.
|