تمثل قصائد المولديات والحذقة إضافة جديدة في الشعر الديني الأندلسي لم تكن معهودة في المشرق ، فالقصيدة المولدية أصبحت في الشعر الأندلسي واحدة من أهم موضوعاته ينتظرها الاحتفال الحاشد الذي يقيمه الخليفه أو السلطان بمناسبة المولد النبوي كل عام ؛ ليس فقط على المستوى الرسمي بل في احتفال شعبي مهيب غير مسبوق في المشرق ؛ والشاعر يستعد من العام للآخر للاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم للإبداع في عرض فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته والإشادة بشخصه وخلقه وحفز الناس على الاقتداء به والالتزام بسنته الشريفة ومن هنا تميزت المولدية الأندلسية عن النادر القليل من مولديات العصر العصر المملوكي في المشرق.
أما الحذقة فهي قصيدة دينية مدحية ذات شكل ومضمون جديدين حيث يحتفل أهل الطفل ( الصبي في الأندلس ) بحفظه لأجزاء من القرآن .
والبحث يوضح دور الحذقة كاحتفال ديني بمناسبة حفظ الطفل للقرآن أو لعدة أجزاء منه ، هو طقس أندلسي تولد عنه موضوع شعري جديد خاص بالأندلس ونادر الوجود في شعر المشرق.
|