من أجل تخطيط برامج التربية من انتخاب وخلط بين السلالات للقطعان أو العشائر الحيوانية المحلية الموجودة بالوطن العربي يلزم معرفة الجوانب والخصائص الوراثية لهذه العشائر والكروموسومات وتحديد الجنس في الحيوانات الزراعية والطيور وأنماط تعبيرات الجين والارتباط والعبور والطفرات والأليلات المتعددة والأثر المتعدد للجين والوراثة المرتبطة والمتأثرة والمحددة بالجنس وخرائط الجينات وتحليل الجينوم وتكرار التراكيب الوراثية والتكرار الجيني وأثر الطفرة والهجرة والانتخاب علي تكرار الجين والتباين الوراثي ومتوسط أثر وإبدال الجين والقيمة التربوية للتراكيب الوراثية والقيم الوراثية وانحرافات السيادة والتباين التفوقي ومعامل القرابة والتغاير الوراثي التجمعي والسيادي بين الأقارب ومعامل التربية الداخلية وأثر التربية الداخلية على التباين الوراثي ومتوسط العشيرة وقوة الهجين الناتجة عن خلط السلالات0 ولتغطية الجوانب السابقة يلزم ذلك دراسة النقاط المختلفة لهذه الجوانب بعمق وراثي مع استخدام النظريات الحديثة في الوراثة الجزيئية ووراثة العشائر والوراثة الكمية والتقنيات الحيوية الحديثة لمعرفة الجوانب الوراثية التي تفيد برامج التربية والتحسين الوراثي للحيوان. فالتقنيات الحيوية الحديثة المستعملة في مجال الإنتاج الحيواني تتمثل في نقل الأجنة واستخدام الأنثى كحاضنة وتحسين التوائم في الأغنام واستخدام الحيوانات في إنتاج بروتينيات ذات قيمة علاجية عالية بالنسبة للإنسان بعد إدخال جينات آدمية إليها ..... وخلافه من التقنيات. ويمثل الاستنساخ قفزة في ميدان التحسين الوراثي لحيوانات المزرعة. ويهتم الجانب التطبيقي للهندسة الوراثية بالتدخل في المادة الوراثية (الجينات) بهدف الوصول في وقت سريع إلى صفات ذات مقياس عالي في ميادين الإنتاج أو مقاومة الأمراض. وبالرغم من التخوفات الحالية من خطورة استعمال الاستنساخ في بعض المجالات المعينة فإن الاستنساخ سيلعب دورا مهما في مستقبل الإنتاج الحيواني في العالم. ويمكن اعتباره في هذا المجال أداة لها القدرة على الحصول على تراكيب وراثية ثابتة ومطابقة لتراكيب الحيوانات ذات الإنتاجية العالية والقيم الوراثية المرغوب فيها لأداء الحيوان في أوقات سريعة وموجزة. فهناك سلالات من الحيوانات تحتوى خلاياها على كروموسوم يحمل بعض الجينات تمكن الحيوان من مقاومة بعض الأمراض. وقد تمكن العلماء من عزل هذه الكروموسومات وإدخالها إلى خلايا حيوان آخر أظهر مقاومة لبعض الأمراض.
مما سبق ذكره نشأت فكرة إعداد هذا الكتاب ولعلي أطمح في أن يلبي هذا الكتاب حاجة طلاب مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا والباحثين والهيئات البحثية الحكومية في الوطن العربي إلى مرجع يساعدهم في فهم الأسس النظرية من وراثة العشائر والوراثة الجزيئية وطرق التربية وكذلك التقنيات الحيوية الحديثة التي تفيد في التحسين الوراثي في الحيوانات الزراعية. ولقد روعي أن يحتوي الكتاب مفردات مقرر أسس تربية الحيوان المقرر لطلاب قسم إنتاج الحيوان وتربيته ومقرر وراثة وتربية الحيوان لطلاب الطب البيطري بقدر المستطاع بالإضافة إلى بعض الموضوعات المهمة التي تفيد طلاب الدراسات العليا الذين يدرسون في مجال وراثة وتربية الحيوان بوطننا العربي العزيز.
|
