ترتكز عملية التعليم والتعلم على مجموعة من الإستراتيجيات الحديثة التى تساعد المتعلم على تحقيق أهداف التعلم مثل استراتيجية التعليم التفاعلي والتعليم الغير مباشر والتعليم الذاتي والتعلم التعاوني والتعلم التشاركي، ومثلت شبكة الويب أو بيئـة التعلم القائمة على الويب WEB BASED LEARNING بما تقدمه من خدمات وإمكانات متجددة وغير تقليدية لتقديم المعرفة للمتعلمين حاولت الأدبيات والدراسات البحث عن كيفية تطبيق هذه الإستراتيجات من خلالها لتحقيق أقصى استفادة من للعملية التعليمية.
وشكل ظهور الويب2.0 WEB مرحلة انتقالية مهمة في تاريخ شبكة الويب والتي تتمثل في الانتقال من مفهوم المواقع التقليدية، والتي يعتمد محتواها الموضوعي على ما تتيحه الجهة القائمة على إدارة الموقع، إلى مفهوم التطبيقات المتكاملة والتي توفر مجموعة من الخدمات التفاعلية في متناول المستخدم يطلق عليها البرامج الاجتماعية SOCIAL SOFTWARE مثل برامج الويكي WIKI والمدونات BLOG والمفضلات الاجتماعية SOCIAL BOOKMARKING وخلاصات المواقع RSS وغيرها، وبالتزامن مع الزيادة المضطردة لهذه الأدوات تطورت استراتيجيات تعليمية جديدة تقوم على الإستخدام الفعال لهذه الأدوات مثل استراتيجية التعلم التعاونى الإلكترونى واستراتيجية التعلم التشاركي الإلكترونى.
وتقوم استراتيجية التعلم التعاونى الإلكترونى على فكرة المجموعات الصغيرة التى تعمل معاً وفيها يعتمد نجاح كل عضو على نجاح المجموعة بالكامل، في حين تشير استراتيجية التعلم التشاركى الإلكتروني إلى أسلوب تعليمي عبر الويب يتعلم فيه الطلاب معاً لتحقيق هدف مشترك والتعلم فيه يكون مسئوليتهم الخاصة وبالتالى فنجاح طالب واحد يساعد الطلاب الآخرين على النجاح.
وتشترك كلا من الأستراتيجيتين التعليم التعاونى/ التشاركي الإلكتروني في تحقيق الأهداف الآتية: مساعدة المتعلم على تنمية مهارات حل المشكلات، تنمية مهارات التفكير العليا، تطوير المهارات الإجتماعية، الإحتفاظ بالمعارف والمعلومات المكتسبة، التعبير عن انفسهم فى أطر صحيحة.
ورغم الإختلافات الكبيرة والكثيرة بين الإستراتيجيتين إلا أن عديد من المهتمين بمجال استراتيجيات التعلم عبر الويب مازلوا يستخدمونهما كمترادفين وهذا على غير الواقع، وبالتالى هناك حاجة ماسة إلى تحديد ملامحمهما بشكل جيد وبلورت أفكارهما في تمثيل مناسب وتوضيح أوجه الإختلافات والإتفاقات فيما بينهم وتحديد الأدوات التى يمكن من خلالها تحقيق أهداف عملية التعلم، ولذا فيأتي البحث الحالي استجابة لعديد من المؤتمرات والبحوث التي أوصت بضرورة الإهتمام بكلا من الاستراتيجتين في العملية التعليمية، ولذا فقد أجرى البحث الحالي على عينة مكونة من 100 طالب بالفرقة الخامسة بكلية الطب البيطري بجامعة بنها، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبتين الأولى تعتمد على استراتيجية التعلم التعاوني وعدهم (50) طالب والآخرى تعتمد على استراتيجية التعلم التشاركي وعدهم (50) طالب، وقد توصل البحث الحالي إلى تفوق المجموعة التجريبية الثانية والتى تعتمد على استراتيجية التعلم التشاركي، كما يوصي البحث الحالي بضرورة الإهتمام باستراتيجات التعلم بشكل عام واستراتيجتي التعلم التعاونى/ التشاركي عبر بيئة الويب بشكل خاص، كما يوصي البحث بضرورة تضمين المقررات والمواقع التعليمية عبر بيئة الويب لأدوات الويب2 المختلفة والتي تساعد على تحقيق نواتج التعلم المستهدفة وتزيد من تفاعلية المتعلم.
|