نظراً للأهمية الإقتصادية لمنطقتنا والتي كانت نتاج المعطيات البيئية والبشرية المختلفة والتي ساهمت في تكوين شخصية مصر. لذلك فقد تعرضت مصر ومنذ فجر التاريخ لغزوات وحروب عديدة أدت إلى إحتلالها لفترات طويلة طمعاً في إستغلال ثرواتها, وخلال العصر الحديث تعرضت المنطقة لأخطار الحروب المتكررة والتي بدأت منذ زرع إسرائيل عام 48 وذلك للسيطرة ولإعاقة تطوير وتنمية شعوب المنطقة واستهدافاً لثرواتها. وفي هذا الإطار تتعرض شعوب المنطقة لمخاطر التهديد والتلويح بإستخدام الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل من أسلحة كيميائية وبيولوجية. وتكمن مشكلة هذه الورقة البحثية في إيجاد منظومة تتيح التأمين والحماية من تأثير أسلحة الدمار الشامل والتي يمكن أن يمتد تأثيرها لكل بقعة على سطح الأرض لتهلك الحرث والنسل. أي أننا نبحث عن مأوى للبشرية يتيح القدر الأكبر من العزل والحماية من الضربة المتوقعة وآثارها الممتدة من غبار ذري أو ما شابه. واعتمدت الورقة البحثية في تحديد أبعاد المشكلة واستنباط الحل المناسب لها على استقراء التاريخ منذ لجوء الإنسان منذ فجر التاريخ للكهوف كمأوى وحماية مروراً باستغلال كثير من شعوب آسيا للحفر في الجبال وفي باطن الأرض لتجهيز ملاجئ للحماية أثناء نشوب الحروب مثل منطقة كباوكيا في تركيا, ووصولاً إلى أكبر شبكة سراديب في سويسرا تشكل ملجأ يستوعب سبعة وتسعين بالمائة من الشعب السويسري في حالة نشوب حرب نووية وكانت احياءً لفكرة "الغرويير السويسرية" والتي ولدت في منتصف في منتصف القرن التاسع عشر وتم تطويرها بدأً من العام 1940. وتشمل الورقة البحثية توزيع الكثافة السكانية لمحافظات الجمهورية ومدى أهميتها, وما هي المحافظات الأكثر استهدافاً, واقتراح أماكن الإيواء المناسبة, وأساليب تنفيذها مع التركيز على القاهرة ذات الكثافة السكانية العالية التي تصل إلى حوالي 20 مليون نسمة.ثم تصل الورقة البحثية إلى المعايير الخاصة بإختيار أنشطة الفراغات الخاصة بالإيواء والمقترحات والتوصيات. |