يعد التعليم الجامعى من الركائز الأساسية التى تسهم فى تكوين الفرد والمجتمع وبلورة ملامحه فى الحاضر والمستقبل معاً، وتعتبر التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس والقيادات مدخلاً أساسياً من مدخلات العملية التعليمية ومحوراً رئيساًً لإحداث التغيير بهدف تحسين أداء أعضاء هيئة التدريس والقيادات من خلال إكسابهم المهارات والقدرات المعرفية والمقومات السلوكية التى تمكنهم من القيام بأدوراهم المختلفة.
واستهدف البحث التعرف على واقع تنمية أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية بالجامعة ونماذج وأساليب تنميتهم مهنياً، الكشف عن الفوائد والأدوار التى يقوم بها مشروع تنمية القدرات الموجود بالجامعة وأهم معوقاته، والتوصل إلى تصور مقترح لتنمية أعضاء هيئة التدريس والقيادات مهنياً ًداخل الجامعة.
لذا حاول البحث الإجابة على التساؤل الرئيسى التالى:
ما واقع التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية؟، وما مدى إسهامات مشروع تنمية القدرات لتحقيق أهدافها فى ضوء الفكر الإدارى التربوى المعاصر؟
وانبثق عن هذا التساؤل مجموعة من التساؤلات الفرعية التالية:
ما مقومات التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية ونماذجها فى ضوء الفكر الإدارى التربوى المعاصر؟.
ما المراحل الإجرائية لتقويم البرامج التدريبية فى ضوء بعض النماذج العالمية؟.
ما واقع مشروع تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية فى مصر؟ وما مدى إسهامه فى تحقيقها؟.
إلى أى مدى يختلف أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية حول التنمية المهنية التى تتبعها الجامعة فى مشروع تنمية القدرات وفقاً لمتغير الدرجة العلمية؟.
ما التصور المقترح لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بالجامعة مهنياً من خلال تفعيل مشروع تنمية القدرات؟.
وبرزت أهمية البحث من خلال قضيته والتى تتناول التنمية المهنية داخل الجامعة لما لها من أهمية فى تعديل المهارات السلوكية، وإكساب مهارات جديدة تؤدى إلى رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس والقيادات بالجامعة، كما يعمل البحث على توجيه اهتمام المسئولين عن واقع مشروع تنمية القدرات بالجامعة بقصد التعرف على جوانب القوة والضعف والعمل على تحسينها وتطويرها، وكذا تفعيل المشروع بهدف الديمومة والاستمرارية والتوسع حتى يحقق النتائج المرجوة.
واستخدم البحث المنهج الوصفى للتعرف على واقع مشروع تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس ومدى إسهامه فى حدوث تنمية مهنية لأعضاء هيئة التدريس والقيادات بالجامعة، وانتظمت إجراءات البحث وفق الإجراءات التالية:
تأسيس إطار نظرى مفاهيمى لنماذج التنمية المهنية والخطوات الإجرائية لعملية تقويم البرامج التدريبية فى ضوء الفكر الإدارى التربوى المعاصرمن حيث المفهوم والأهداف والنماذج والأساليب.
استعراض أهداف مشروع تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات والجدارات المستهدفة منه، والإطار الزمنى ومراحل المشروع والفئات المستهدفة، بالإضافة إلى الموقف التنفيذى للمشروع.
الدراسة الميدانية: واعتمدت على استمارة جمع معلومات أولية، بالإضافة إلى المقابلات الشخصية غير المقننة مع بعض الخبراء المهتمين بتطوير التعليم الجامعى، وكذا الاستبيان لجمع البيانات، وتكون الاستبيان من ثلاثة أبعاد أساسية هى: واقع التنمية المهنية، ومشروع تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات، والمعوقات التى تواجه المشروع داخل الجامعة، واشتمل البحث على عينة بلغ قوامها (116) عضواً من أعضاء هيئة التدريس وبعض القيادات الأكاديمية بجامعة بنها.
عرض أهم نتائج البحث والتصور المقترح حيث تناول أهداف التصور وأسسه، وركائزه، ومعايير جودة التنمية المهنية، وفريق إدارة تنمية القدرات بالجامعة، وآليات التطبيق.
وقد برزت نتائج البحث فيما يلى:
- تؤثر برامج التنمية المهنية من خلال مشروع تنمية القدرات إيجابياً على منظومة التعليم الجامعى، وكذلك على ثقافة أعضاء هيئة التدريس.
- تؤثر الخلفيات الثقافية والاجتماعية لأعضاء هيئة التدريس والقيادات فى معدلات المشاركة فى البرامج التدريبية لمشروع تنمية القدرات.
- يسهم مشروع تنمية القدرات فى تطوير مهارات الحوار والتخاطب بين أعضاء هيئة التدريس والقيادات، وكذلك فى وجود علاقات اجتماعية بين الأعضاء على مستوى كليات الجامعة.
- مقاومة بعض أعضاء هيئة التدريس لعملية التنمية المهنية التى تحدث داخل مشروع تنمية القدرات ويرجع ذلك إلى:
• نقص المعلومات المتاحة عن المشروع.
• غياب فلسفة المشروع وأهدافه.
• قصور إدارة الكليات فى نشر ثقافة التنمية.
• عدم وجود اجتماعات داخل الكليات لتوضيح أهمية مشروع تنمية القدرات.
• ارتباط الترقية الوظيفية بحضور برامج تنمية القدرات.
- عزوف بعض أعضاء هيئة التدريس عن حضور برامج التنمية المهنية داخل الجامعة ويرجع ذلك إلى:
• نمطية أساليب التدريب فى مشروع تنمية القدرات.
• قلة البرامج التدريبية الواضحة التى تتلاءم مع احتياجات أعضاء هيئة التدريس المتجددة.
• وقت تنفيذ البرامج التدريبية غير ملائم لبعض أعضاء هيئة التدريس.
• البرامج التدريبية تركز على الجانب النظرى وتهمل الممارسة العملية.
- يؤدى مشروع تنمية القدرات إلى وجود تغييرات فى طرق أداء أعضاء هيئة التدريس والقيادات إلى حد ما، واكتساب استراتيجيات تعليمية وإدارية جديدة.
وفى النهاية توصل البحث إلى وضع تصور مقترح من أهم آلياته:
- وضع سياسة للتنمية المهنية داخل كل جامعة تقوم على أسس علمية سليمة واضحة.
- ربط التنمية المهنية بخطة عملية Action Plan واضحة لتحسين الجامعة.
- حتمية تنفيذ المشروع وبرامجه بشكل غير مركزى أى عن طريق كل جامعة وأن تكون خطة التنمية المهنية داخل كل جامعة مرتبطة باحتياجات أعضاء هيئة التدريس الفعلية.
- توفير مكان مناسب للتدريب ومعداً إعداداً جيداً وتحديد الزمن المناسب للتدريب.
- وجوب تنوع أساليب التدريب وأنشطة وبرامج التنمية المهنية.
- عمل دورات توعية لأعضاء هيئة التدريس الذين يحجمون عن المشاركة فى الدورات التدريبية الموجودة بالجامعة عن أهمية المشروع.
- الفصل بين المشروع ومتطلبات الترقية لعضو هيئة التدريس.
- العمل على أن تكون البرامج التدريبية ضمن النصاب التدريسى لأستاذ الجامعة (المدرب) أى تكون جزءاً من واجباته الوظيفية.
|