لقد حدثت طفرة هائلة في نظريات و بحوث علم النفس خلال الربع الأخير من هذا القرن تظهر هذه الطفرة بوضوح في مجال (الدافع للإنجاز) و هذا المجال الذي تفاعلت فيه النظرية مع القياس بإتساق و إصرار علي نحو يصعب مناظرته بـأي مجال آخر من المجالات المتعددة لعلم النفس خلال تلك الفترة.
لم تعد مشكلة الإنسان مجرد إشباع حاجاته البيلوجية و المحافظة علي بقائه كنوع فذلك أصبح أمرا مفروغا منه ولكنّها تعدّت ذلك إلي آافاق أرحب و أوسع و أكثر إنسانية و هي المعرفة و العلم و السيطرة علي كافة قوي الطبيعة و استكشافها فالإنسان علي عكس غيره من الكائنات مزود بخاصية فريدة هي القدرة علي التكيف مع البيئة التي يعيش فيها من حيث يؤثر فيها و يتأثر بها .
و المدرسة هي الوحدة الإجتماعية المسئولة عن تحويل الطلبة من وحدات بيولوجية إلي مواطنين يلتزمون بالعادات و التقاليد الإجتماعية و هي المسئولة عن إكسابهم المهارات الإجتماعية الأساسية ليس هذا فحسب و إنما يمتد دورها إلي تعليم الطلبة كيفية قضاء اوقات الفراغ و ضبط المطالب الشخصية وفق المتطلبات الإجتماعية و تنمية المهارات العقلية لتجنب الفشل الدراسي.
*مشكلة الدراسة:
تكمن مشكلة الدراسة الحالية في التساؤلات التالية
- هل توجد علاقة ارتباطية بين دافعية الإنجاز و البيئة المدرسية ؟
- هل توجد علاقة ارتباطية بين دافعية الإنجاز و أبعاد البيئة المدرسية ؟
- هل توجد فروق بين متوسطات درجات دافعية الإنجاز (ذكور-إناث) علي أدوات الدراسة ؟
- هل توجد فروق بين متوسطات درجات الطلبة (ذكزر-إناث) في إدراكهم للبيئة المدرسية؟
- هل توجد فروق بين متوسطات درجات الطلبة (مرتفعي-منخفضي) الإنجاز في إدراكهم للبيئة المدرسية؟
*أهمية الدراسة:
تبدي كثير من النظم التعليمية الحديثة في البلاد المتقدمة و النامية علي حد سواء إهتماما كبيرا بالمرحلة الثانوية لما لها من أثر بالغ
في تشكيل الشباب في فترة المراهقة و الدور الهام الذي تلعبه في تكوين الطالب و إعداده للحياة و المجتمع .
و من ثم يتضاعف الدور الذي يلقي علي عاتق المدرسة اذ عليها أن تسد العجز و تشبع حاجات الطلبة بما تقدمه من معرفة منظمة و خبرات متنوعة و أنشطة مختلفة و معلومات تغطي مختلف مجالات المعارف الإنسانية كل ذلك وفق فلسفة تربوية واضحة ومحددة المعالم تتمشي مع فلسفة المجتمع و أهدافه و حاجات الطلبة و مطالبهم و متطلبات العصر الحديث و الفلسفات التربوية المعاصرة .
*أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة للإجابة علي التساؤلات السابقة في مشكلة الدراسة الحالية , و إعداد مقياس للبيئة المدرسية و أبعادها المتمثلة في (الإدارة المدرسية /المعلم/المناخ المدرسي/النشاط المدرسي)
* الدراسات السابقة
قامت الدراسات السابقة علي محاور ثلاثة :
- دراسات تناولت دافعية الإنجاز وع لاقتها ببعض المتغيرات الأخري
- دراسات تناولت البيئة المدرسية و علاقتها ببعض المتغيرات الأخري
- دراسات تناولت العلاقة بين دافعية الإنجاز و علاقتها بالبيئة المدرسية
* إجراءات الدراسة :
تكونت عينة الدراسة من 400 طالب و طالبة من طلبة المدارس الثانوية العامة بمحافظة القليوبية و قد استخدم الباحث معامل الإرتباط و تحليل التباين و إختبار نيو مان كولز في المعالجة الإحصائية بعد تطبيق أدوات الدراسة (مقياس دافعية الإنجاز و مقياس البيئة المدرسية .)
*نتائج الدراسة :
بعد المعالجات الإحصائية توّصل الباحث إلي نتائج مفادها
- توجد علاقة إرتباطية موجبة و دالة إحصائيا عند مستوي 0.01 بين دافعية الإنجاز و البيئة المدرسية كما يدركها الطلبة عينة الدراسة .
- توجد علاقة إرتباطية موجبة و دالة إحصائيا 0.01 بين دافعية الإنجاز و الإدارة المدرسية كما يدركها الطلبة عينة الدراسة .
- توجد علاقة إرتباطية موجبة و دالة إحصائيا عند مستوي 0.01 بين دافعية الإنجاز و المعلم كما يدركها الطلبة عينة الدراسة .
- توجد علاقة إرتباطية موجبة و دالة إحصائيا عند مستوي 0.01 بين دافعية الإنجاز و المناخ المدرسي كما يدركها الطلبة عينة الدراسة .
- توجد علاقة إرتباطية موجبة و دالة إحصائيا عند مستوي 0.01 بين دافعية الإنجاز و النشاط المدرسي كما يدركها الطلبة عينة الدراسة
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلبة (ذكور-إناث)
في إدراكهم للبيئة المدرسية لصالح الإناث .
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلبة (مرتفعي-منخفضي الإنجاز) في إدراكهم للبيئة المدرسية لصالح الطلبة مرتفعي الإنجاز .
|